responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 66

(وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ‌) فإنه بمحل ومكان لا يأتي عليه الحسن ولا الاستحسان، ثم انظر إلى ما وراء ذلك من الترقي والمبالغة زيادة في التشنيع والتقريع لهم والتفضيع في عبارة ذلك الخلق الوضيع وهو قوله تعالى: (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ‌) فإنه الغاية في إهانتهم، والكشف عن عجزهم ومهانتهم، وما هو من المبالغة والإغراق الذي هو فوق الواقع، بل ترق في تصريف المعاني على نحو من البيان بديع بارع. ثم انظر كيف عقب ذلك بما يزيد الحال في الشناعة والفضاعة، وأعطى فذلكة المقام فلخص أجمل، في كلمة ضربها ضرب المثل فقال عز شأنه، (ضعف الطالب والمطلوب) ثم بعد استيفاء الغرض من تصوير تلك الحالة الهائلة، والكشف عن غاية قبحها وشناعتها وأنها معبودات باطلة. أوصل القول بذكر المعبود بالحق وجهلهم به وتقصيرهم في طاعته وقصورهم عن تعظيمه ومعرفته كما هو واجب حقه، وعلى ما ينبغي من عظيم شأنه، فقال جلّت عظمته وعلت كلمته (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه‌) ونظرا إلى إلصاقها بالكلام الأول وشدة ارتباطها به لم يفصل بينهما وبينه حتى بحرف العطف لتظهر المقابلة ولتبين المباينة. ويتضح الفرق ويتجلى الحق. وحيث كان الشأن والغرض المقصود بالبيان، هو إظهار عجز تلك المعبودات من دونه تعالى وضعفها وضعتها ناسب أن يجعل ختام الكلام بذكر تأكيد القوة والعزة له واختصاصهما به لتجمع بين حسن الابتداء وحسن الختام فقال عزة عظمته وعظمت عزته: (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) عزت اللهم آلاؤك وعظمت نعمائك أثني عليك ممجدا، وأمجدك موحدا، وأوحدك بالعبودية. وأعبدك بالوحدانية، وأنا وما أنا بل جميع الفصحاء والبلغاء وأئمة الكلام. جباهنا في السجود لآياتك موضع الأقدام اعترافا وإذعانا. وإيمانا وإيقانا. إلى غير من عظيم مزاياها وعلى ما ذكرناه فقس ما سواها. وقد أعجزنا استيفاء خواصها ولطائفها، ومعجز بلاغتها وفصاحتها، وذاك يا ابن ودي ما لعلك سمعته من الأمر الذي هو فوق طوق البشر ووراء طور العقل وما أكثر أمثال هذه الآية من معجز آياته. وزبر بيناته. مما لا يتسع لعده وسعي وفراغي. ولا

نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست