responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 30

وأما بعد وفاته (ص) فقد توافرت الدواعي على كتابته، وكان أهم تلك الدواعي خوفهم من ضياع شي‌ء من القرآن بموت حملته وحفظته والرغبة في نشره في الأقطار الإسلامية لتقوية الدعوة الإسلامية، والحفظ للأحكام الإلهية فعمدوا إلى جمعه على الوجه الصحيح الذي لا يقبل الشك ولا الريب.

وهذا الرأي قد ناقش فيه المستشرقون، بأنه مخالف لما جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله (ص) قد قبض ولم يجمع القرآن في شي‌ء، ويخالف أيضا ما روي من خوف أبي بكر وعمر بن الخطاب لما اشتد القتل بالقراء في يوم اليمامة على ضياع القرآن الكريم، فإنه لو كان القرآن قد جمع وكتب في أيام الرسول (ص) ما كان هناك وجه لخوفهما.

والجواب عن الأول أن ما نقل من عدم جمع القرآن ينفيه ما نقل على سبيل الكثرة والتضافر بأن القرآن قد جمع في عهد رسول الله (ص) فينبغي طرحه كما هو الشأن في الأخبار المتعارضة على إنها ظاهرة في أنه لم يجمع القرآن في مصحف واحد كما جمع بعد الرسول (ص) ليست ظاهرة في أنه لم يجمع في صحف متعددة.

وأما خوف أبي بكر وعمر، فلأن المصحف الواحد الذي جمع في أيام الرسول كان محفوظاً عند أهل بيته ويخشى عليه لو جعل في أيدي الناس من التلف والتحريف. والقراء قد مات أكثرهم ويخشى أن يموت الباقون فيكون القرآن غير موجود لا في السطور ولا في الصدور. وفي سعد السعود للسيد الأجل ابن طاووس أن البلخي قال في تفسيره المسمى ب- (جامع علم القرآن) وإني: لأعجب من أن يقبل المؤمنون قول من زعم إن رسول الله (ص) ترك القرآن الذي هو حجة على أمته، والذي تقوم به دعوته والفرائض التي جاء بها من عند ربه، وبه يصح دينه الذي بعثه الله داعياً إليه مفرقا في قطع الخزف ولم يجمعه ولم يصنه ولم يحفظه ولم يحكم الأمر في قراءته، وما يجوز من الاختلاف وما لا يجوز في إعرابه، وفي مقداره وتأليف سوره وآياته وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين فكيف برسول رب العالمين؟

نام کتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست