responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 18

وهذه الرّواية عن جمهور المسلمين من‌ البقاعي‌ مقبولة إلّا أن الدّيانة الإسلاميّة لم تعتبر الّروح تحديداً خاصّاً وإنما صرحت واعترفت بوجودها كأمر ظاهر لا يقبل التشكيك، وفي الحقيقة إنها لم تشرّع الاعتقاد بوجودها وإنما كان الاعتقاد به سابقا عليها، وقد أمضت ذلك ولم تفنده. وهذا التحديد المنقول عن جمهور المسلمين للرّوح الّتي هي أصل الحياة لا يختلف القائلون به وبغيره من أن له في حال الحياة علاقة بالجسد وإنَّ الجسد في حركاته تابع له في انفعالاته، ولكن الآراء تضاربت في كيفية تلك العلاقة وإنَّ تأثيرها فيه هل هو من قبيل التبعيّة المحضة كالصورة في المرآة لذى الصورة؟ وإنّ حركاته تكون عندما تحصل انفعالاتها أو إنَّ هناك اتصالًا وتصرفا بممازجة واشتباك أو إنَّ هناك أمراً ثالثاً مفارقاً للطبيعتين ومبايناً للجوهرين جوهر الروح والجسد هو مشّد الصلة ومعقد الارتباط، ومنشأ الشك والحيرة هو أن الرّوح والجسد طبيعتان مختلفتان كل الاختلاف فيصعب أن تتحد إحداهما بالأخرى.

وقد صرح جملة من فلاسفة القرون الوسطى أنَّ إدراك ذلك مما تعجز عنه عقولنا.

وهذا البحث معطوف على سابقه كالبحث في إنها موجودة قبل الجسم بنفسها أو في الجرثومة الأبويّة أو إنها تبتدع عند كمال الجسم بجميع أجهزته التي بها قوام حياته لا نضيّع الوقت فيها ولا تهمّنا كما انّه غير ممكن لنا التدليل عليها بالأدلة المقبولة في عصرنا الحاضر ولنصرف النظر إلى لباب هذه المباحث وجوهرها والأصل الذّي إنْ تم هان علينا ماعداه وهو البحث عن وجودها.

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست