responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 19

إثبات الرّوح‌

لا ريب إن الفلسفة القديمة المبنيّة على المسلّمات المنطقيّة الّتي كانت موضع تنافس المفكرين والحكماء لا شأن لها في العصور المتأخرة والمعارف الّتي لا تتفجرّ عن المشاهدة والتجربة ولا قيمة لها في النزعة الأخيرة العقليّة ولا درجة لها ولا قسط في المراتب العلميّة.

ويعجبني قول بعضهم إن المنطق آلة خداعة يستعملها المحق والمبطل، وما دام الأمر كلاماً في كلام فلا يعدم المحاول مقالا إلّا أن الجمود على هذا الحد غلو ومبالغة وعناد، فإنّ من البراهين العقليّة ما هو أصرح عند العقل من مدركات المشاعر ومبصرات النواظر، وللعلماء في وجود الرّوح وما هو سرّ الحياة رأيان، وقد وجدت في بعض دفاتري ومذّكراتي شرحاً لهذين الرأيين أنقله بألفاظه، وقد غاب عن بالي مأخذه فما أدري انّه من جملة الخواطر الّتي أحرّرها فيها أو أنني نقلته من كتاب ظفرت به.

للناس في سرّ الحياة رأيان:

الأول‌: إن الحياة ليست إلا ما يحدث في الجسم من الميلاد إلى الممات.

والثاني‌: إن الحياة هي ذلك الوجدان الداخلي غير المنظور.

والرأي الأول‌ قديم جدّاً يمتد تاريخه إلى ما قبل الطوفان، وليس كما يزعم البعض انّه من مبتكرات العلم المادي والفلسفة الحديثة. وإنا لا ننكر إن العلوم العصرية قد توّسعت في هذا الرأي توّسعاً لا يقبل الزيّادة، ويمكن تلخيصه بالكلمة الآتية: الحياة هي تلاعب قوات المادّة العرضية التي تظهر في الزمّان والمكان مدّةً محدودة كائنة بين أبديتين‌

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست