و روى الواقدى و غيرهم من العامّة انّ النّبيّ صلّى اللّه عليه
و آله لمّا افتتح خيبرا اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود، فنزل عليه جبرئيل عليه
السّلام بهذه الآية «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ»[1] فقال النبي صلّى
اللّه عليه و آله: و من ذا القربى و ما حقّه؟ قال جبرئيل عليه السّلام: فاطمة
عليها السّلام فدفع إليها فدك و العوالى، فاستعملتها حتّى توفّى ابوها، فلمّا بويع
ابو بكر منعها، فكلّمته، فقال:
ما امنعك عمّا دفع أليك ابوك، فاراد ان يكتب لها فاستوقفه عمر فقال:
امرأة فلتأت على ما ادّعت ببيّنة! فامرها ابو بكر فجاءت بعلىّ و
الحسنين عليهم السّلام و أمّ ايمن و اسماء بنت عميس، فردّ شهادتهم فقال: لا، امّا
عليّ فانّه يجرّ نفعا الى نفسه، و الحسنان ابناك، و أمّ ايمن و اسماء نساء! فعند
ذلك غضبت عليه فاطمة الزّهراء و حلفت ان لا تكلّمه حتّى تلقى اباها و تشكو إليه.[2]
و هذا يدلّ على نهاية جهله بالاحكام، على انّهما لم يكن عندهما مثقال
ذرّة من الاسلام، و هل يجوز على الّذين طهّرهم اللّه بنصّ الكتاب ان يقدموا على
غصب المسلمين اموالهم و ان يدلّهم ابو بكر على طريق الصّواب، فاعتبروا يا اولى
الالباب.
مع انّه قد روى مسلم فى صحيحه بطريقين انّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و
آله قال: