responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 38

مِل‌ء يديه وينثر على رؤوس الناس الدنانير والدراهم‌[1].

هذه سيرة أولي الهمم العالية والعزائم الماضية، فإنّ هذا الرجل كان ينتسب إلى أشرف الكونين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه أفضل السلام ولم يفتخر بنسبه ولم يتعرّض به بل بحسبه ومقضبه وجدّه وتعبه، فكيف ترجو يا ضعيف الهمة وقليل العزم أن يستند موسى بن جعفر وأبوه إلى خال وعم وأن يَتَبَجَّحَ بانتسابه إلى مالك، ويتكل بهمّته على ذلك، لاضعة بمالك، بل لما قيل:

إنّا وإن كَرُمَتْ أوائِلُنا

لَسْنا عَلى الأحْسَابِ نتَّكِلُ‌[2]

وإنْ كان في إبراهيم قول وجرح، يوجبان فيه القدح، فسبحان الذي يخرج الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث إن صحَّ، على أنَّ أمر الانتساب قد ترك وهجر في هذا الزمان، لأنّ الناس ترى أنّ من ينتسب إلى أشرف الكونين محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا لم تكن له مساعٍ تقوم به مع نسبه لا يُرى له مزيد احتشام وارتفاع فكأنّ الأصل هو الأول لأنّهم يرون أيضا من لا يعرف من أين وإلى أين وكان ذا جد علا على النيرين فصارت الناس تجهد في تحسين مساعيها لتعلو فيها لعدم أثر لما عداها فمن ساعده الحظ والتوفيق نالت نفسه مناها وإلّا بقى في حضيض الخمول لا بهذا فاز، ولا لهذا حاز، فلا تقل إن كان الأمر كذلك من الانتساب الى مالك فَلِمَ لَمْ يذكره الشيخ‌[3] في كتبه ورسائله خصوصاً في رسالته التي ردّ فيها على الإخباري وكفرّه بها، فإنّا سنذكر لك فيما سيأتي إنْ شاء الله أنّ نسبتها إلى‌


[1] أنظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة/ لابن تغري بردي الأتابكي: 4/ 77.

[2] هذا البيت ينسب للمتوكّل الليثي وقد جاء في ديوانه على هذا النحو:

\sُ لَسْنا وإنْ أَحْسَابُنا كَرُمَتْ‌\z مِمَّنْ على الأحْسَابِ يَتكِلُ‌\z\E ينظر: شعر المتوكّل الليثي/ تحقيق د. يحيى الجبوري: 276.

[3] المقصود الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف الغطاء.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست