responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 229

والحكمة، متصديا لدفع كل مُلمَّة، حاكياً بالفضل في العلوم، فضل البدر على النجوم، وحيداً في الزمن، عابداً لله في السرّ والعَلَنْ، معرُوفاً في سائر الملل، مُجيباً من سأل قبل أن يسأل، حليماً أوّاه، خشناً في ذات الله، خبيراً بالعلم من المبدأ إلى الغاية، واقفا على باديه وخافيه من البداية إلى النهاية، مرجعاً في الإسلام، آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكربين الأنام‌[1]، طوعه العلماء والكبراء، والأعلام الشرفاء، والحكام والأمراء، إماماً في البدو والحضر، مطاعاً ما نهى وما أمر، بعيد الجولة[2]، عظيم الصوّلة بحراً زخاراً بالفضائل، موّاجاً بالفواضل، به من نفسه على فضله دلائل، كان منية القصّاد، مقتدى العبّاد، معروفا بالتقوى والفضل في كل بلاد، لا يستطيع الناظر ما رناه أن يحقق معناه، لعظيم هيبته، ومزيد سطوته وسلطنتهِ، جاز ذرى العيوق رفيع مكانه، وطال السّبع الملوك بعظيم سلطانه، لا يناط غيره به بمشاكله، ولا يقاس بمماثله، ولا يحاربه في ميدان مجادله، ومجال مناضله، كان في عصره العلامة الأفضل، والإمام المفضّل والفهامة الأمثل، ومن عليه المدار في العلم والعمل، كان كعبة للوفد، سحابا للرّفد، جوهر علم فرد، يتحلّى بمفخره جيد المفاخر، وتزهو بكوكب عنصره كواكب العناصر، مأوى النّاس شرقاً وغرباً، محطّ ركب كل ذي كرب، له العلوم خير بضاعة وكسب، والمواظبة على الطاعات دأب، ما أمَّ مشكلة إلَّا وجلّى ديجورها، ولا معظلة إلَّا وأبان مستورها، جدّ في طلب العلم حتى ذوت قواه، ونال الغاية القصوى بتقواه، كشف العلوم بكشف غطائه، وطوّق أجياد العفاة ببرّه وعطائه، كانت الأيام أعياداً بوجوده، وكانت رياض الكرام تزهو بجوده، كان مولى والأنام له عبيد[3]، وجواداً تقلّد في جوده كل جيد، وأباً


[1] وردت في المخطوطة( مابين الأنام).

[2] وردت في المخطوطة( جويلة).

[3] وردت في المخطوطة هكذا:(( كان مولى والأنامُ له عبيد)).

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست