responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 230

لبني العلياء من والد ووليد، كان ذا مرابع بها مدير الكائنات بها يدير، وذا معال بها طرف المعالي قرير، كان له من الفتيا عرشها والسّرير، وكانت تخضع الأُسْدُ لسطوته، والعلماء لسلطنته، والأمراء والوزراء لرفعته، كان الكبير في الرؤساء لديه صغير، والعظيم في الدنيا حقير، والحقير، في الدين عظيم، والصغير، به كبير، كم الآن قلب الجلمود في استجداء الجود، لعفاة الوجود، عالم آفاق العلماء بنعت غير معدود، وفاضل لغيره حديث الفضل غير مردود، طأطأت له الملوك والأشراف، ولم يزل يمدّهم بالإسعاف، كان معدن الحلم، مصدر العلم، ربّ الإصدار والإيراد، رئيس الكل في الكل، واحد الآحاد، كلّ يوم أياديه في تجديد، وبه للورى غدا الدّهر عيد، نشرت له الراية البيضاء في الملل، بالغة كل أملٍ ما أمّل، صح عنه حديث العلم في جميع الأعصار والأمصار، واشتهر بذلك اشتهار الشمس في رابعة النهار، وغدا بكلّ الأخبار ذا اختبار، وأبدى لأهل البيت دوارس الآثار، وأوضح شبه المشكلات من الأخبار، وجلّى ما على الدين من قتام غبار، وكم حلّ بدين النبي بنوداً أبت الحلّ في بني الأمصار، برموز غوامض الأسرار، وأبان خفاياه بكشف الغطا والأستار، وكم أسس أصلا في قضايا الفروع أنتج منها الحكم في بديع اختصار، فلم ينْجُ من فضله أنجاد ولا أغوار، وكان لرحى الكون قطب مدار، وعليه في المشكلات المدار، كانت السبّعة الأقاليم شاخصة إليه الأبصار رامقة إليه ابتهاجاً بأعين الأفكار، ولقد تحجّب بهيبته عن أعين النظّار[1]، وكان الهادي إلى سبيل الهدى جملة من الكفّار، والمناد لجهاد الأعداء في حربهم بالبدار، فكم من دم أراق لمعشر فجّار، وكان طمعاً بدار القرار، يسبح الله في الآصال والأبكار، ويتضرع في أنات الأسحار، وكانت هي أوقات تأليفه وتصنيفه لصفاء الأفكار، وكان يتنقل ويبتهل بها للواحد القهار، وكان ذا يراع لا


[1] وردت في المخطوطة( النّضار) ص 184.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست