responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 152

والاضطراب، لأنّه كان يأتي بجنده فإذا سمعوا به غلّقوا الأبواب، فيطوف حول السّور، فمهما وجد دابّة على الأرض من حيوان أو إنسان، رجلا أو طفلا ذكراً أو أنثى قتله ورمى برأسه داخل البلد، وكان يأتي من أصحابه العشرة والعشرون فيدخلون البلدة على حين غفلة من أهلها فيقتلون وينهبون ثم ينهزمون، كل ذلك لقرب منازلهم وهي نجد والقصيم إلى العراق خصوصاً النجف منه.

وكانوا يأوون إلى السيد محمود الرّحباوي‌[1] فيبيتون الرحبة ويصبحون بغاراتهم النجف ثم يمسُون في الرّحبة، وكان الشيخ يومئذ هو المرجع والمآل في جميع الأحوال، فنهى السيد محمود عن إيوائهم وإخبار أهل النجف بمجيئهم فأبى عن كل ذلك، وهذا أحد دواعي قتله كما سيأتي قريبا إن شاء الله. فالتجأ إلى تدارك الأمر من زعيمهم الأوّل لما أخبر به من عقله ووفور معرفته، فجعل يكاتبه على البعد ويطلب الأمان منه بأنواع اللطائف والحيل حتى سمح له بذلك، وأمر جنده بان يكفّوا شرهم عن النجف ففعلوا، فلم تأتِ غارة للنجف مدّة بقاء محمد الوهابي في قيد الحياة.

وحدثني بعض الثقات المطلعين ممن طاف في تلك الآفاق، ورأى بعض أولئك القوم أنَّه قال لبعض أولاد الوهابي: أصحيح ما يقال من قرابتكم للشيخ جعفر النجفي؟ فقال: قد سمعنا ذلك من أهل العراق وهو كذب لا أصل له لأن جدّنا رجل نجدي هاجر بأولاده إلى المدينة المنّورة لطلب العلم، فاخترع ولده محمدّ هذا المذهب، ومضى به إلى مصر يدعوا أهله إليه، فطردوه ولم يقبلوا منه فجاء إلى مكة، ثم رجع إلى الشام ثمَّ إلى المدينة، فلم يجد من يتبعه ويأخذ بيده، حتى جاء إلى مسقط رأسه ومحل‌


[1] قتل السيد محمود الرحباوي في شهر ذي القعدة سنة( 1227 ه-). والسادة الذين سكنوا( الرحبة) هم بقية من السادة الصفويين الهاربين في عهد الغزو الأفغاني لبلاد فارس.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست