responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 151

قومه بالدرعيّة خوفاً من أن يعود على سيرته الأولى، وكان قد هلك في الأثناء من أصحاب الباشا ابنه طوسون ومن أصحاب الوهابية أميرهم الأعظم سعود بعد زعيمهم الأوّل محمد بن عبدالوهاب، وكان قد تخلف بعدهما عبدالله بن سعود وكان قد تكاتب مع طوسون باشا وعقدا صلحاً بينهما على بقاء إمارة عبدالله هذا وعدم خروجه بعد على الدّولة، فلم يقبل به محمدعلي باشا، وبعث مع ابنه إبراهيم عسكراً ذا عدة، فنازلت جيوشهم عبدالله وكثرت الوقائع بينه وبين إبراهيم حتى كان آخر الأمر أن قبض إبراهيم على عبدالله سنة ثلاث وثلاثين بعد المائتين وألف، وبعث به إلى مصر، فأدخلوه على هجين‌[1] وأزدحم الناس عليه للتفرج حتى أدخل على محمدعلي باشا فأكرمه وجعل يلاطفه، وقال له: ما هذه المطاولة؟ فقال: الحرب سجال، وكان معه صندوق صغير فقال له‌الباشا: ما هذا؟ فقال: هذا ما أخذه أبي من حجرة الحرم أصحبه معي للسلطان، فأمر الباشا بفتحه فوجدوا ثلاث مصاحف من خزائن الملوك لم يَر الراؤون أحسن منها، ومعها ثلاثمائة حبة من كبار اللؤلؤ وزمرّدة كبيرة وشريط من الذهب، ثم بعث بعبدالله إلى السلطان فطافوا به في قسطنطنية وقتل عند باب الهمايون، ورجع إبراهيم باشا بعد أن خرّب الدّرعية خرابا كليا، ولم يبق بها أحد.

هذا مجمل أحوالهم مع تمام الجهد في الاختصار لقصر المقام عن التفصيل، وعلى هذا فانتشار ملكهم وقوّة شوكتهم استمرت ثمانين سنة، وكان يمنّي نفسه بأخذ العراق ولكن يمنعه علمه بأنّ فيها جنداً ذا منعة وقوة لا طاقة له بهم، ولكن كان ينازل النجف وكربلاء كثيراً لعلمه بضعف من فيها من الأهالي، وعدم مكث جند وعسكر بها، حتى أنّه أرجف النجف خمس أو ست دفعات، وكان الله يكفيهم شرّه فيها، ولكن بعد أن يقتلهم الخوف‌


[1] البعير غير ذلول.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست