responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 144

عليه الزعزع‌[1] النكباء، وهكذا كانت عادته، عطّر الله قبره الكريم، بعرفٍ شذيٍّ من رحمة وتسليم.

ومنها: ما في كتاب (معدن الشرف) إنّ الشيخ ذات يوم عند الصدّر، وكان يخُلي له من سريره الصدر، فيجلس الشيخ والوزير بين يديه، فبينا هم كذلك إذ دخل بعض الطلبة عليه، فجلس فوق يد الشيخ فنظره الصدّر شزراً، ورمق نحوه عيونا خزراً، إذ لم يكن يجسر على ذلك أحد، لأنّ الشيخ إذا احتبى‌[2] بالدّست قلت: غابٌ به احتبى الأسد، فقام المشتغل منكسراً، وأومأ إليه الوزير فجلس ناحية، فقال الشيخ: أيها الوزير اليوم أتت عليك شكاية فاضطرب الوزير، وقال ممنّ؟ فقال: من الكنيف فإنّها تقول: أنا أفضل وأطهر من الصدّر، فقلت لها هذه دعوى تحتاج إلى بيّنة، فقالت: نعم أنا وإيّاه مشتركان في حمل العذرة والبول إلَّا أنّ ما في بطني من ذلك منه وبسببه فإنّه يأكل المأكل الجيّدة فتستحيل في بطنه فيلقيها إليَّ على تلك الصّفة فأحملها لدفع الأذى عنه فلي المنة عليه، ولو جُعُلت في بطني تلك المآكل لما استحالت كما استحالت في بطنه، وهو زيادة على ذلك يحمل الدم والمني، وزيادة عليه يكذب ويغتاب ويظلم ويجور إلى غير ذلك من سبعيّات الصفات مما أنا خالية منه فمن أحق بالوزارة منّا، فقلت لها: صدقت فيما قلت إلَّا أنّه هو أفضل منكم بأمور بها استوجب هذه المنزلة فإنّه يقضي حاجة السائل، ويرحم اليتيم، ويعطف على الأرامل، ويتصدّق على المساكين، ويكرم القاصدين، ويعظم العلم وأهله، ويعرف حق المعرفة شرفه وفضله، وأنت من كلّ ذلك خالية، فلذا استحق هذه المنزلة العالية، فنهض الوزير وقبّل يد الشيخ واعتذر إليه، وأكرم المشتغل‌


[1] الزعزع: الريحُ الشديدة.

[2] احتبى: اشتمل.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست