هذا ما اقتضى المقام نقله مما اتفق له في أسفاره، وهنالك حكايات
كثيرة قد ضربنا صفحا عنها خوف الإسهاب والإطناب، وقد أتى على كثير منها في كتاب
(قصص العلماء).
ولما رجع من سفره بعد أن استمر ثلاث سنين مكث في النجف عدّة سنوات،
ثم عزم على الحج ثانيا، وكان قد ابتدأ أمر الوهابي، وقطعه الطرق ونهيه للحاجّ،
فتعذر الرّواح على نجد فمضى على الشام، ولما نزل بها كان الشيخ إبراهيم العاملي[2] يومئذ هناك، فمدحه بقصيدة غراء
ستأتي إن شاء الله، وكان الشيخ في رحله جماعة من أساطين العلماء قد بذل لهم الزاد
والراحلة، فمنهم السيد جواد العاملي[3] صاحب
(مفتاح الكرامة)، والسيد محسن الكاظمي[4]،
والشيخ محمد علي الأعسم[5]، فلما
رجعوا إلى النجف هنأهم السيد أحمد ابن السيد محمد البغدادي
(أسنا جبينك أم صباح مسفر) وستأتي في محلها إن شاء الله، ويقول في
آخرها مؤرخا ذلك العام: (بشرى فقد حج المسدّدُ جَعفرُ) والظاهر أنّها آخر أسفاره
عطر الله قبره المصان، بعُرفٍ شذيٍّ من رحمِته ورضوان.
[2] العالم الأديب الشيخ إبراهيم بن يحيى بن فياض
بن عطوة المخزومي القرشي الطيبي العاملي من مشاهير علماء عصره، ولد سنة( 1154 ه-)
في جبل عامل ودرس المقدمات هنالك، ثم سافر إلى دمشق ثم إلى النجف الأشرف، وحضر على
السيد بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء، توفي سنة( 1214 ه-)، وله ديوان من الشعر.
[5] العالم الفقيه الأديب الشيخ محمد علي بن
الحسين بن محمد الأعْسَم، كان من مشاهير عصره في العلم والأدب له منظومة في
المطاعم والمشارب، ومنظومة في المواريث، ومنظومة في الرضاع شرحها ولده العلامة
الشيخ عبدالحسين الأعسم توفي سنة( 1230 ه-).
أنظر: الكنى والألقاب/ الشيخ عباس
القمي: 2/ 36.
[6] العالم الأديب السيد أحمد ابن السيد محمد بن
علي ابن سيف الدين الحسني العطار البغدادي، من علماء عصره الأدباء وشعرائه
المجيدين، ولد سنة( 1128 ه-) وتوفي سنة( 1215 ه-)، ومن آثاره( الأرجوزة الرجالية).