responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 143

ومشرب، والشيخ يحمد الله ويشكره، ويثني على الشاه ويتشكره، ثم جعل يسأل عن خراسان، وأهلها وكيفية استقبالهم له، وابتهاجهم به إلى أن قال له مهازلًا، وهل كانت صِيَغُهم على نظرك وأرادتك، وكم مُتعّية منهم تشرفت بخدمتك، فقال الشيخ: أيها الملك، مجمل الكلام أنّي بحمد الله بوجودك الشريف ومن حسن التفاتك عليَّ لم تبقَ لذة من ملاذ الدنيا لم يكن زمامها بيدي، وقد تمتعت نفسي بكل شي‌ء من ملابس ومناكح ومآكل، ومراكب ومراحل إلَّا لذة واحدة لو نلتها لكان الموت هنيئاً بعدها، فقال الشاه: وما هي؟ فقال: ما أظنّك أن تسمح بها، وإن كانت عليك يسيرة، فأقسم الشاه أن يمكّن الشيخ منها ولو توقف على بذل حياته، فقال الشيخ: تلك لذة النهي والأمر، فإنّي أرجو أن تنصبني في محلك ربع ساعة، على أن يكون لي لا لك السمع والطاعة، فقال: أيسر ما طلبت وهذه أيضا لا أبقيها بنفسك، ثم قام وأجلس الشيخ على متكئِهِ، وجعل خاتم الملك بيمناه، ونادى العسكر أن يجمع فجمعوه، فقال لهم: هذا سلطانكم فخذوا له السلام الرسمي وأطيعوه، ثم تمثّل الشاه بين يديه مثول أحد الرعية بين من له الأمر عليه، كل ذلك والناس طامحة البصر تنتظر ما الخبر، فقال الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعلنا خلفاء في أرضه وحججاً على بريته، وأمرنا بسيرة العدل، وقول الفصل وبعد فإنّ الله حبَّبَ العفو وأمر به أولياءه، فقال: واعفوا واصفحوا، وأنا الآن الإمام الذي تجب طاعته، ولا تجوز مخالفته فاشهدوا أيها الناس أنّي قد عفوت عن ذنوب مصطفى قليخان، وأرجعته حاكما على خراسان، ثم نزل من السرير وأخذ بكفّ الشاه وأجلسه بمحلّه، وقال له: قد وهبتك باقي المدة على أن لا تنقض حكمي فضحك الشاه حتى استلقى على قفاه، وتعجّب أمين الدولة من حسن مدخله ولطف مسلكه، فأخبرت الرسالة البرقية مصطفى قليخان بالأمان، وبعث بالأموال إلى الشيخ ففرقها جميعا على الفقراء، وكانت بكفه كالذّر هبت‌

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست