responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ جعفر الكبير نویسنده : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 9

الحواشي، وقلَّ عند جُلِّهم التوسعُ والتفريعُ، بل إكتفى بعضهم بإنتقاء بعض المتون الفقهية والإبتعاد عن حلبة الحياة وجَلَبتِها حُباً للعافية، وإيثاراً للسلامة.

على أن تلكم الهَناتِ الهينات والتي لا يبرأُ منها عصرُ، لا تقدح في حُسن ذلك الزَمن، ولا تسي‌ء إلى حكمته، ولا تلثمُ نوره.

أما أنه أسوء الأزمان، وكان عصر الحماقة، وكان عهد الجحود، وكان زمن الظلمة فذلك يظهر جلياً في رصد حوادث الزمن الذي تفشّت فيه الفتن والأضطرابات وكانت أكثر تلك الفتن وأشدها أذى ما وقع بين الأصوليين والإخباريين ولقد كانت فتنة غبراء ذات دواخن كما يقول جرير إقتحمتها العامة من الناس فأنزلقوا في رغوتها، ثم تخاوضوا أوحالها حتى إعضوضل الخطب، ولم يكن غير العامة أحسن حالًا من غيرهم فلقد تزاحمت الإفتاءات من الطرفين هذا لا يجوز الصلاة خلف ذاك، وهذا ينجس ذاك، غير التراشق بالسباب والشتائم واللعون، حتى كاد الشيطان ينده الفتنة من عقالها واستنزلهم حفيرا لا قرار فيه، وذهبت عبثاً محاولات رتق الفتن التي نهض بها من شعر بالمسؤولية من العلماء، فلقد كتب الشيخ جعفر في كتابه الحق المبين ما نصه: ( (لا نزاع بيننا في أصول الدين ولا مانع لدينا من الرجوع إلى الطرفين في معرفة حكم رب العالمين‌)).

ولم يكن الخلاف بين الطرفين إلا خلاف رأي بين مدرستين، ترى المدرسة الأخبارية إسقاط دليلي العقل والأجماع من الأدلة الأربعة المذكورة في كتب أصول الفقه والتي يعتمد عليها الفقيه في إستنباط الأحكام الشرعية والتي يضاف إليها دليلي الكتاب والسنة إضافة إلى العقل والإجماع وخلاف الرأي هذا يتطلّب حصره في دائرة العلماء وفي حلقات الدرس والمناشدة وبعيداً عن أهواء وأوهام العامة.

وكان من أسواء ذلك الزمن وظلمته ظهور هذه الفتنة العوراء التي نسي الناس فيها أنهم أمة واحدة.

ثم أستتبعت هذه الفتنة، شدة ومحنة، يوم هدد الوهابي بأجتياح مدينة النجف وتدميرها، وإستباحت حرماتها وكان ليل المحنة طويلًا مقرفاً، فلقد تكررت الهجمات وزادت نكراً حتى ضاقت الأرض بما رحبت وضاقت على الناس أنفسهم، وتداعى أهل البلد علماء وعامة لتدارس الحال، والوقوف على جليته، فأنقسم العلماء بينهم،

نام کتاب : الشيخ جعفر الكبير نویسنده : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست