responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحكام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 190

بقى هنا كلام للفخر الرازي في نهاية العقول قال: إن الله تعالى كلّف بالإيمان في علم أنه لا يؤمن وذلك تكليف بما لا يطاق وذلك يقدح في قولكم أن الواجب تعالى لا يصدر عنه القبيح هَبْ أن صدور الإيمان ممن علم أنه لا يؤمن ليس بمحال، ولكن مع ذلك فالتكليف به قبيح بيانه أن العقلاء يستقبحون من العاقل أن يفعل فعلًا لغرض، مع حصول اليقين بأنه لا يفضي إلى ذلك الغرض وإنما يفضي إلى ضده فإن من جمع بين عبيده وإمائه وقال غرضي من ذلك أن تشتد الشهوة في حقهم ثم أنهم يمتنعون عن قضاء تلك الشهوة فيستحقونه التعظيم بسبب ذلك الامتناع مع أنه يعلم يقينا أنهم لا يفعلون ذلك بل يرتكبون الفواحش فإنه يستقبح منه ذلك، ومن رأى بريّة عرفها المسافرون وكانت خالية عن السراق وقطاع الطريق بسبب قلة الماء والأبنية فقال: إني أبني فيها أبنية واستخرج فيها أودية حتى يكمل انتفاع المسافرين بها مع أنه يعلم قطعاً إنه متى فعل ذلك اجتمع فيها من السراق وما يقطعون القوافل ويغيرون على الناس ويقتلونهم ثم إنه يقول مع هذا اليقين: إني إنما فعلت ذلك لغرض الإصلاح وإن كنت قاطعاً لا يحصل منه إلّا الإفساد فإنه يستهزء به ويسخر منه، والوالد إذا علم من ولده أنه مهما أعطاه السكين فإنه يقتل به نبياً من الأنبياء ويقتل به نفسه ثم يقول: إني وإن كنت أعلم منه ذلك لكنني إنما أعطيته ذلك السكين ليبري منه قلبه فإنه يسخر منه. فثبت بهذا الصور أن من فعل فعلًا لغرض الإصلاح مع أنه يكون على يقين من أنه لا يحصل الإصلاح وإنما يحصل الفساد فإن ذلك الفعل يكون قبيحاً، ثم إنه تعالى كلف الكافر مع إنه تعالى كان يعلم أنه لا

نام کتاب : الاحكام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست