responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 68

حاصلا فيه كان لا جرم حصل الرسوخ فيه و هو المراد و اللّه أعلم بقوله: «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» «1».

الحجة السابعة: أن الفكر مقام الغيبة من اللّه، لأن الفكر طلب و لو كان المطلوب حاضرا لامتنع طلبه، لأن طلب الحاضر محال و أما الذكر فإنه يتناول الحاضر و الغائب لأنه قد يذكر الحاضر و مقام الحضور أشرف من مقام الغيبة.

الحجة الثامنة: الفكر فيه خطر؛ لأن حال المتفكر تشبه حال السفينة الواقفة فى لجة البحر عند اضطراب الرياح و الأمواج، و ذلك لأن الفكر قد يفضى إلى الشبهة و قد يفضى إلى الحجة، و لهذا كان أصحاب الأفكار كثيرا ما يقعون فى أنواع الأباطيل و أنواع الكفر و الإلحاد، و أما الذكر فلا خطر فيه لأن الإنسان عند الذكر يكون مستقر القلب على عبودية اللّه تعالى مستنير الروح بأنوار معرفته، فالوسواس زائل عن قلبه و الشبهات غير مختلطة بمعرفته و الشياطين يعبدون عنه. بدليل قوله تعالى‌ «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ» «2» و لذلك لا ترى أحدا من أصحاب الذكر وقع فى بدعة أو ضلالة.

الحجة التاسعة: الفكر يقتضي توزع النظر و تكثر الاعتبارات فإنه ما لم ينظر فى الحوادث الكثيرة لم يجد الدليل، و أما الذكر فإنه إلى التوحيد أقرب، لأن اللسان مشغول بالواحد و القلب متوجه إلى الواحد، و لا شك أن أجل درجات العبودية هو التوحيد.

الحجة العاشرة قوله تعالى: «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» «3» فان قيل المراد أن ذكر اللّه للعبد أكبر. قلنا: هب أنه كذلك و لكن ذكر العبد ربه يستلزم ذكر

______________________________
(1) جزء من الآية 28 من سورة الرعد.

(2) الآية 201 من سورة الأعراف.

(3) جزء من الآية 45 من سورة العنكبوت.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست