responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 67

الحجة الثالثة: أن السيّار فى آخر سيره يستغنى عن الفكر بل العلوم تتجلى فى قلبه من عالم أنوار الربوبية كما قال فى خضر موسى عليهما الصلاة و السلام‌ «وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً» «1» و قال فى حق محمد صلى اللّه عليه و سلم‌ «وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ» «2» و السيار البتة لا يستغنى عن الذكر قال تعالى لموسى عليه الصلاة و السلام‌ «وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي» «3» و قال لمحمد صلى اللّه عليه و سلم‌ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» «4» و قال‌ «وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ» «5» و قال‌ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» «6».

الحجة الرابعة: ذكر اللّه تعالى أن آخر مراتب أهل الجنة فى تزايد درجاتهم ليس إلا الذكر فقال‌ «وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» «7» و هذا يدل على أن الذكر أفضل الأعمال و إلا لم يقع الختم عليه.

الحجة الخامسة: الفكر مقام يشترك فيه الصديق و الزنديق و الموفق و المنافق و الغائب و الحاضر. أما الذكر فمقام الأولياء العارفين و المقربين فوجب أن يكون الذكر أفضل من الفكر.

الحجة السادسة: الفكر لا يكون إلا فى المخلوقات، لأن الفكر انتقال من شي‌ء إلى شي‌ء و ذلك يستدعى لا محالة منتقلا عنه و منتقلا إليه، و ذلك فى الواحد الحق محال. أما الذكر فلا يحصل كماله إلا فى الواحد الحق لأن الذكر لا يكمل إلا إذا كان الذكر واحدا لأنه إذا كثر المذكور كان الاشتغال بذكر كل واحد مانعا من الاشتغال بذكر الآخر. و من وجه آخر: و هو أن الفكر لما اقتضى الانتقال من شي‌ء إلى شي‌ء لم يحصل فيه الرسوخ البتة، و أما الذكر فلما كان الثبات‌

______________________________
(1) الآية 65 من سورة الكهف.

(2) جزء من الآية 113 من سورة النساء.

(3) جزء من الآية 14 من سورة طه.

(4) الآية 2 من سورة الأعلى.

(5) الآية 3 من سورة المدثر.

(6) جزء من الآية 98 من سورة الحجر.

(7) جزء من الآية 10 من سورة يونس.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست