و من تلك الروايات: ما رواه
الصدوق، عن ابن أبي عمير، عن الصادق عليه السلام قال: من صلّى ركعتين خفيفتين ...
الخ[1]. و طريق الصدوق الى ابن أبي
عمير ينتهي بإبراهيم بن هاشم و أمثاله، فتكون هذه الرواية ممّا اتّفق فيها رواية
ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام مع رواية أحد المتأخّرين عنه.
و
لكن بالإمكان أن يقال: إنّ الصدوق في الفقيه لم يذكر الرواية مسندة الى ابن أبي
عمير بنحو يقع فيها إبراهيم بن هاشم في آخر السند عنه، و إنّما يراد استخلاص ذلك
من المشيخة، و هو فرع وحدة ابن أبي عمير المذكور في المشيخة و المنصوص على الطريق
اليه هو ابن أبي عمير المعروف بلا إشكال، و كون هذا الطريق طريقا لروايات ابن أبي
عمير الراوي عن الصادق عليه السلام فرع أن يكون هذا عين المعروف، و هو أول الكلام
فعلا، فمن المحتمل أن يكون شخصا آخر لم يذكر طريقه اليه في المشيخة، كما في عديد من
الرواة في الفقيه الذين أهمل الصدوق ذكر طريقه اليهم في مشيخته.
و
من جملة الروايات: ما رواه الكلينيّ- رحمه الله- بسنده الى صفوان و ابن أبي عمير
قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: اذ اشتريت هديك ... الخ[2].
و
الراوي عن صفوان و ابن أبي عمير في السند إبراهيم بن هاشم و الفضل بن شاذان، و هذا
يعني: رواية الطبقة المتأخّرة عن ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام، فتنثلم
الدعوى السابقة؛ للتلازم بين رواية ابن أبي عمير عن الصادق و رواية المتقدم في
الطبقة عنه.
و
لكنّ هذه الرواية رواها الصدوق بأسناده الى معاوية بن عمّار، و هذا معناه: أنّ ابن
أبي عمير لم يرو عن الصادق عليه السلام مباشرة، و أنّ سقطا وقع في كلام الكليني، و
يؤيّده إفراد الضمير في الكافي، و يؤيّده أيضا: أنّ كتاب معاوية بن عمّار رواه
محمد ابن أبي عمير و صفوان بن يحيى.
و
من جملة الروايات: ما رواه الشيخ، عن صفوان، عن حمّاد بن عثمان،
[1] . الوسائل: 1/ 11 من أبواب بقية الصلوات المندوبة.