أشخاص من طبقة أحمد بن محمد بن
عيسى و أمثاله في هذه المرتبة، فكيف اتّفق أنّ ابن أبي عمير كلّما روى عن الإمام
الصادق بالواسطة روى عنه شخص من الأصاغر و المتأخّرين، و كلّما روى عن الإمام
الصادق عليه السلام بلا واسطة كان الراوي عنه من المتقدّمين لو لم يكن هذا
الاتّفاق و التصادف نتيجة لتعدّد محمد ابن أبي عمير؟!
و
هذا الكلام يتوقّف على ملاحظة الراوي عن ابن أبي عمير في الروايات الصحيحة السند
التي ثبت فيها نقل ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام مباشرة، و سائر الروايات
الأخرى.
فمن
تلك الروايات: ما رواه الشيخ بأسناده الى أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب عبد
اللّه بن الصلت، عن ابن أبي عمير قال: كان أبو عبد اللّه عليه السلام يقرأ في
الركعتين بعد العتمة: الواقعة و قل هو اللّه أحد[1].
و
الراوي عن ابن أبي عمير هنا عبد اللّه بن الصلت، و هو من أصحاب الإمام الرضا عليه
السلام، و الرواية غير واضحة في النقل المباشر عن الإمام الصادق؛ لاحتمال أن يكون
نقل ابن أبي عمير لعمل الإمام على أساس الاطّلاع لا الرؤية، فتكون الرواية خارجة
عن محلّ الكلام.
و
من تلك الروايات: رواية ابن مسكان، عن ابن أبي عمير قال: سألت أبا عبد اللّه عليه
السلام عن الرجل يتكلّم في الإقامة ... الخ[2].
و
هذه الرواية واضحة في النقل المباشر، غير أنّ عبد اللّه بن مسكان يعتبر من طبقة
متقدّمة؛ لأنّه من أصحاب الباقر و الصادق و الكاظم عليهم السلام، و ممّن يروي عنه
ابن أبي عمير و أمثاله.
و
مثلها: رواية اخرى عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن محمد ابن أبي عمير قال: سألت
أبا عبد اللّه عليه السلام عن أفضل ماجرت به السنّة من الصلاة ... الخ[3].