ثم
يقول المفيد (ره): "وهذا الحديث شاذ مجهول الإسناد، لو جاء بفضل صدقة أو صيام
أو عمل بر لوجب التوقف فيه، فكيف إذا جاء بشيء يخالف الكتاب والسنة وإجماع
الأمة".[1]
أقول: لا أدري كيف
يُخالف الكتاب؟! ولعل مراده الشريف ما استنبطه هو من ظواهر الكتاب. فمثلا يحتمل
أنه استظهر أن بداية الشهر القمري تكون برؤية الهلال لقوله تعالى: " يسألونك
عن الأهلة قل هي مواقيت للناس ..." [2]
فيكون الشهر من الهلال إلى الهلال، وهذا يعني نفي أن يكون الشهر تاما دائما،
لعلمنا بوقوع النقصان واقعا، وفيه تأمل.
ثالثاً: يقول (ره) في
الرسالة العددية: فمن ذلك – أي أحاديث عدم النقصان – حديث رواه محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (ع) قال:
"شهر رمضان ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً".
ثم يقول (ره): "وهذا الحديث شاذٌ نادرٌ غير معتمدٍ عليه، طريقه محمد بن سنان
وهو مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه، وما كان هذا سبيله لم يعمل عليه
في الدين".[3]