التي يستشم
منها رائحة مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) من خلال دموعه الحائرة في عينيه
والشجى المحشرج في حلقه.
كان
بكاؤه الشديد في مجالس العزاء يهيّج مشاعر الحضور، ودفاعه عن الشعائر ومجابهته الشبهات
أحدث تحوّلًا عظيما في عصره، ولطالما كان يكرر هذه العبارة: «إن تكليفنا هو مقاومة
الشبهات» فكان يتعرض للشبهات في حلقات دروسه، وجلسات الاستفتاء، ولقاءاته مع الناس
أو الشخصيات، ويجيب عنها ويدفعها بكل جرأة وشجاعة كفاية وشفاهاً، ويسخّر جميع
قدراته لمجابهة التشكيكات والانحرافات، ولطالما كان يقول: «ايتوني بقرطاس وقلم
لأقوم بواجبي».
لم
يلحظ في دفاعاته وكتاباته لإخماد نار الفتن أي اعتبار غير حبه وإخلاصه لأهل البيت
(عليهم السلام)، وكان يكرر دائماً هذه العبارة: «نحن مكلفون في عصر الغيبة بالدفاع
مهما أمكن عن المباني الحقة والوقوف بوجه من يريد خداع العوام من المؤمنين من خلال
الشبهات والتشكيكات، وما دمت على قيد الحياة فإني لن أسمح لهؤلاء الجهلة الذين
باعوا أنفسهم أن يضللوا عوام المؤمنين، ومن قصّر في ذلك فهو مسؤول يوم القيامة ولن
يجني سوى الحسرة والندامة.