وكان يغضب
إذا ما ذكر أحدهم اسم الامام علي (ع) مجرداً ويقول: «لاتتكلموا كأهل السنة! بل
قولوا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب».
وإذا
ورد في كلماته) أهل البيت» أثناء درسه كانت الغصة تحشرج في حلقه وتقطع كلامه وتدور
الدمعة في عينيه، الأمر الذي يلهب مشاعر تلامذته وإذا ما مر على رواية فيها رائحة
من مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) فانه لا يلبث أن يرخي العنان لعينيه بذرف
الدموع، وكان يقدم النصيحة لطلابه أحياناً ويعلمهم طريقة التأدب مع أهل البيت
بالعمل والفعل، وقد ترك هذا الخلق الجذاب من الشيخ الأثر العملي الناجع في
تلامذته.
كان
يحب لطلبة العلم أن يختاروا أحسن الألفاظ وأحلاها في كلامهم عن أهل البيت (عليهم
السلام) تواضعاً وإجلالًا، وأن يعبروا بذلك عن محبتهم وولائهم لهم بكل إخلاص، وأن
ينكروا ذواتهم مقابل ذلك البيت النبوي الطاهر، وأن يكونوا دائماً بصدد الدفاع عن
مقام أهل البيت الشامخ، وأن يعلموا الناس منزلة ومقام أهل البيت العظيم الذي وصل
إلى حد لا يتحقق فيه رضا الله ما لم نحقق رضاهم، وكان دائم الدعاء والتوسل بأهل
البيت (عليهم السلام) ليشملونا بكرمهم ورعايتهم.
لقد
كان الفقيه المقدس المرحوم جواد التبريزي متفانيا في ولاءه لأهل البيت (عليهم
السلام) إلى درجة تتغير معها ملامح وجهه لا إرادياً، وتتصاعد الآهات من صدره
وتغرورق عيناه بالدموع لمجرد سماعه لهذه الكلمة الطيبة «أهل البيت»، ولطالما شدّ
انتباه تلامذته تأث- ره الشديد بالروايات