الخطبه 31
موضوع الخطبه
و من کلام له علیه السلام لما أنفذ عبد الله بن عباس إلی الزبیر یستفیئه إلی طاعته قبل حرب الجمل
متن الخطبه
لاَ تَلْقَیَنَّ طَلْحَهَ فَإِنَّکَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ کَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ [1]
یَرْکَبُ الصَّعْبَ [2] وَ یَقُولُ هُوَ الذَّلُولُ وَ لَکِنِ الْقَ الزُّبَیْرَ فَإِنَّهُ أَلْیَنُ عَرِیکَهً [3] فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَکَ ابْنُ خَالِکَ عَرَفْتَنِی بِالْحِجَازِ وَ أَنْکَرْتَنِی بِالْعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا. [4].
قال السید الشریف: و هو - علیه السلام - أول من سمعت منه هذه الکلمه أعنی: فما عدا مما بدا.
الخطبه 32
و من خطبه له علیه السلام و فیها یصف زمانه بالجور، و یقسم الناس فیه خمسه أصناف، ثم یزهد فی الدنیا
معنی جور الزمان
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا فِی دَهْرٍ عَنُودٍ [5] وَ زَمَنٍ کَنُودٍ [6]
یُعَدُّ فِیهِ الْمُحْسِنُ مُسِیئاً وَ یَزْدَادُ الظَّالِمُ فِیهِ عُتُوّاً لاَ نَنْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا وَ لاَ نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا وَ لاَ نَتَخَوَّفُ قَارِعَهً [7] حَتَّی تَحُلَّ بِنَا.
أصناف المسیئین
وَ النَّاسُ عَلَی أَرْبَعَهِ أَصْنَافٍ مِنْهُمْ مَنْ لاَ یَمْنَعُهُ الْفَسَادَ فِی الْأَرْضِ إِلاَّ مَهَانَهُ نَفْسِهِ وَ کَلاَلَهُ حَدِّهِ [8] وَ نَضِیضُ وَفْرِهِ [9] وَ مِنْهُمْ الْمُصْلِتُ
[1] 378.عاقصاً قَرْنه من «عقص الشعر» إذا ضفره و فتله و لواه، کنایه عن تغطرسه و کبره.
[2] 379.یرکب الصعب: یستهین به و یزعم أنه ذلول سهل. و الصعب: الدابه الجموح.
[3] 380.العریکه: الطبیعه. و الخلق، و أصل العرک دلک الجسد بالدّباغ و غیره.
[4] 381.عَداهُ الأمرُ: صرفه، و بدا: ظهر، و المراد: ما الذی صرفک عما کان بدا و ظهر منک؟
[5] 382.العَنُود: الجائر من «عند یعند» کنصر، جار عن الطریق و عدل.
[6] 383.الکَنُود: الکفور.
[7] 384.القارعه: الخطب یقرع من ینزل به، أی: یصیبه.
[8] 385.کَلالَهَ حَدّهِ: ضعف سلاحه عن القطع فی أعدائه، یقال: کلّ السیف کلاله إذا لم یقطع، و المراد إعوازه من السلاح.
[9] 386.نضیضُ وَفْرِهِ: قلّه ماله، فالنضیض القلیل، و الوفر: المال.