ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ «مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ- وَ مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» وَ هُوَ رَدٌّ عَلَى قَدَرِيَّةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَحْشُرُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الصَّابِئِينَ وَ النَّصَارَى وَ الْمَجُوسِ، فَيَقُولُونَ «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ» يَقُولُ اللَّهُ «انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ- وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ»[1] قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَلَا إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مجوس [مَجُوساً]، وَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا قَدَرَ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَشِيَّةَ وَ الْقُدْرَةَ إِلَيْهِمْ وَ لَهُمْ
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ» بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ع
، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَ بُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ- مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ- وَ مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ كَذَّبُوا بِأَوْصِيَائِهِمْ، صُمٌّ وَ بُكْمٌ، كَمَا قَالَ اللَّهُ فِي الظُّلُماتِ، مَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْلِيسَ فَإِنَّهُ لَا يُصَدِّقُ بِالْأَوْصِيَاءِ- وَ لَا يُؤْمِنُ بِهِمْ أَبَداً وَ هُمُ الَّذِينَ أَضَلَّهُمُ اللَّهُ، وَ مَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ آمَنَ بِالْأَوْصِيَاءِ- فَهُمْ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
، قَالَ وَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فِي بَطْنِ الْقُرْآنِ أَنْ كَذَّبُوا بِالْأَوْصِيَاءِ كُلِّهِمْ
، ثُمَّ قَالَ قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ- أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ- فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ- وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ قَالَ تَدْعُونَ اللَّهَ إِذَا أَصَابَكُمْ ضُرٌّ- ثُمَّ إِذَا كَشَفَ عَنْكُمْ ذَلِكَ تَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ، أَيْ تَتْرُكُونَ الْأَصْنَامَ، و قوله عز و جل لنبيه ص وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ- فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ.
[1]. الأنعام 24.