فقال علي بن إبراهيم في
قوله نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ قال إن قدرت أن تحفر
الأرض و تصعد السماء- أي لا تقدر على ذلك، ثم قال: وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ
لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى أي جعلهم كلهم مؤمنين- و قوله فَلا
تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ مخاطبة للنبي و المعنى للناس- ثم قال إِنَّما
يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ يعني يعقلون و يصدقون وَ الْمَوْتى
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ أي يصدقون بأن الموتى يبعثهم الله وَ قالُوا لَوْ لا
نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ أي هلا أنزل عليه آية، قال إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ
عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً- وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ قال لا يعلمون
أن الآية إذا جاءت- و لم يؤمنوا بها ليهلكوا
و قوله وَ ما مِنْ
دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ- وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثالُكُمْ يعني خلق مثلكم، و قال كل شيء مما خلق خلق مثلكم ما فَرَّطْنا
فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ أي ما تركنا ثُمَّ إِلى
رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ و قوله وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا- صُمٌّ وَ
بُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ يعني قد خفي عليهم ما تقوله مَنْ يَشَأِ اللَّهُ
يُضْلِلْهُ أي يعذبه وَ مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني يبين له و
يوفقه حتى يهتدي إلى الطريق-.