من خلقه نبيا ثم يصطفي له وصيا و خليفة و تكون جميع الأمور امور أهل العالم كلها بيده و بيده الرياسة العامة و التصرف المطلق فينصب الخليفة للناس حكاما و ولاة و قضاة صالحين مؤمنين و لا أقصد الدكتاتورية بهذا الكلام .
إذ فرق بين الدكتاتورية و النبوة و الامامة ، فان الدكتاتور إنسان يخطي و يصيب و لا يحق له ان يستبد برأيه في النفوس و الأموال و الأعراض ، و الحال ان رأي الأكثرية الساحقة يخالف رأيه ، و لذا فالانسان مهما كان يحتاج إلى مشورة و استظهار الرأي الصحيح .
و الأمثلة للدكتاتوريين الذين أفسدوا و احرقوا و دمروا و هدموا و اهلكوا الضرع و الزرع . . . مما لا تحصى .
اما مقام النبي و الامام عليهما السلام ، فهو مقام رباني ، فالامام لا يتحرك و لا يسكن و لا يعطي و لا يأخذ ، و لا يفعل و لا يترك . . إلا بأمر من اللّه و هدى من الوحي .
يقول اللّه تعالى في وصف نبيه : [ و ما ينطق عن الهوى ، ان هو إلا وحي يوحى ] . و يقول النبي [ ص ] في وصف علي عليه السلام : [ الحق مع علي و علي مع الحق ] . . الى غير ذلك .
و اللّه منزه عن كل خطأ ، فممثلوه كذلك معصومون [ لا يسبقونه بالقول ،
و هم بأمره يعملون ] .
إذا فليس حكم النبي أو الامام من قبيل حكم انسان يخطي و يصيب و لذا كلما يتقدم العلم تظهر حكم الأحكام اكثر فأكثر .
و حاصل الكلام ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما زال يبين للناس وصيه و يعين لهم خليفته من أول يوم بعث نبيا و دعى قريشا الى طعامه و ندبهم الى التوحيد