و الدقاق : جمع دقيق و هو الحقير و الدني من كل شيء ، و الشقاق : الخلاف و الافتراق . و النفاق : الخروج من الايمان بالقلب ، و قيل : المنافق هو الذى يخفي الكفر و يظهر غيره ، و لعله مأخوذ من النفق و هو طريق تحت الأرض ، أو غير ذلك .
و الزعاق : المالح . و الشاخص عن البلدة : الخارج منها . و جؤجؤ السفينة : صدرها .
و جؤجؤ الطير : عظم صدره . و الشيء النتن : المتعفن ، الكريه الرائحة .
المعنى
لما فرغ امير المؤمنين عليه الصلاة و السلام من حرب الجمل أمر مناديا فنادى في أهل البصرة : الصلاة جامعة لثلاثة ايام من غد إن شاء اللّه ، لا عذر لمن تخلف إلا من حجة او علة ، فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا .
فلما كان اليوم الذي اجتمع فيه الناس خرج فصلى في الناس صلاة الغداة في المسجد الجامع ، فلما قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلي فحمد اللّه و أثنى عليه و صلى على النبي صلى اللّه عليه و آله ، و استغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات ثم قال :
يا أهل البصرة ، يا اهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا ، و على اللّه تمام الرابعة يا جند المرأة و اتباع البهيمة . . . الخ .
ذكر عليه السلام اثنى عشر امرا نبه فيها على ذمهم و انهم يرتكبون الزلل و الخطأ : الأول : ( يا اهل المؤتفكة ) ائتفكت البلدة إذا انقلبت ، قال اللّه تعالى :
و المؤتفكة اهوى و في الخبر عن انس بن مالك : ان البصرة احدى المؤتفكات يعني انها غرقت مرتين ، فشبّه غرقها بانقلابها ، و مما لا شك فيه ان البلدة لا تنقلب بأهلها إلا عن غضب من اللّه ، و غضب اللّه لا يكون على أهل بلد إلا إذا كثر فيها الفساد و المعاصي و المنكرات ، كما فعل اللّه تعالى بقوم لوط و هود و غيرهم من الامم السالفة الذين شملهم العذاب و العياذ باللّه .