لكان الشك يختلج في أفكار الناس فيما يتعلق بأمور الدين و الآخرة ، و لكن بسببهم لم يبق مجال للشك بل كله يقين ، فهم عماد اليقين بهم يرتفع كل شك و شبهة .
( و اليهم يفيء الغالي ، و بهم يلحق التالي ) لعل المقصود من الغالى و التالى هو ما ذكره عليه السلام في غير هذا المقام بقوله : هلك فينا اثنان : محب غال ، و عدو قال ) فالغلاة هم الذين قالوا بربوبية علي عليه السلام ، و هم محكومون بالنجاسة ،
بل في بعض الروايات عن الامام الصادق عليه السلام كما في البحار عن امالى الشيخ ،
قال الصادق عليه السلام : . . . و اللّه ان الغلاة لشر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا ، ثم قال عليه السلام : الينا يرجع الغالى فلا نقبله ، و بنا يلحق المقصر فنقبله ، فقيل له : كيف ذلك ؟ يابن رسول اللّه ، قال عليه السلام : لأن الغالى قد اعتاد ترك الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج ، فلا يقدر على ترك عادته ، و على الرجوع الى طاعة اللّه عز و جل ، و ان المقصر اذا عرف عمل و أطاع .
و عرف ضمنا التالى أي المقصر في حقوقهم ، المنحرف عن القول بامامتهم و خلافتهم أو المبغض لهم و العياذ باللّه .
( و لهم خصائص حق الولاية ، و فيهم الوصية و الوراثة ) اعلم ان هذه المقطوعة من الخطبة لها اهمية عظيمة ، لا تقلّ عن أهمية الخطبة الشقشقية الآتية اذ ان الامام عليه السلام يصرّح بان حق الولاية و الوصاية و الوراثة من خصائص آل محمد عليهم السلام . لا يشاركهم فيها أحد من غيرهم ، و قد وردت احاديث كثيرة عن النبي الأقدس صلى اللّه عليه و آله و سلم تصرّح بالولاية و الخلافة الكبرى و الامامة العظمى و الوصاية و الوراثة ، نذكر بعضها عن كتاب ( المراجعات ) للمرحوم آية اللّه السيد عبد الحسين شرف الدين و فيها كفاية ، و قد استشهد ابن ابي الحديد المعتزلي بالأبيات التي تذكر وصايته عليه السلام ، و لكن رأيت الأحرى الاستدلال بكلام