و يخرج بركات الأرض ، و لو لا ما في الارض منا لساخت بأهلها . . . الخ و اما النعم الأخروية فالجنة و النار تحت أمرهم و عند إرادتهم ، و أمير المؤمنين قسيم الجنة و النار ، يخاطب النار : ( هذا وليي فذريه ، و هذا عدوي فخذيه ) و لهم الشفاعة و لسوف يعطيك ربك فترضى ، و بيدهم لواء الحمد ، و يسقون مواليهم من الكوثر ، هذا و الكلام طويل في هذا المقام ، و لو لا آل محمد لكان حالنا كحال أهل الجاهلية قبل الاسلام .
و
( لو لا الذي كان من اوائلكم كانت علينا الجحيم منطبقة
و لعل هذا هو المقصود من كلامه عليه السلام : ( ممن جرت نعمتهم عليه أبدا ) فكلمة ( أبدا ) تصرّح بأن نعمتهم على المخلوق من اول الوجود إلى الأبد ،
أي بلا نهاية .
و بعبارة اخرى : العبادات و الطاعات و جميع الأفعال الحسنة ، و الصفات الحميدة كان مبدئها و منشأها من آل محمد عليهم السلام ، و هم الهادون إلى كل خير ،
و كذلك النعم الأخروية اذ كل من وصل إلى ما وصل من الدرجات فى الجنة ، و نال بثواب اللّه فى الآخرة كان السبب الوحيد فى ذلك هم آل محمد ، إذ كان بارشادهم و توجيههم إذ جميع العلوم الموجودة عند المسلمين كلها تنتهي إلى آل محمد كالنحو و الفقه و الحساب و التفسير ، و الفصاحة و البلاغة ، و غير ذلك ، فلو راجعت تراجم رؤساء المذاهب الأربعة لوجدت علومهم تنتهي الى الامام الصادق عليه السلام .
إذا فكل ما في العالم من فضل و رحمة و نعمة من بركات آل محمد و فيوضاتهم على أهل العالم في الدنيا و الآخرة .
( هم أساس الدين ، و عماد اليقين ) ذكرنا لك قبل هذا جهاد آل محمد و دفاعهم عن الدين ، و ان الدين بهم قام و استقام ، فهم أساس الدين ، و لولاهم