هذه الآية من
المحكمات التي لا وجود لأي تشابه فيها ، وتتضمن معنىً صريحاً وجلياً بما لا يدع
مجالاً لأي شك وشبهة فيها ، بنحو لا يستشف في هذا الإطار اللغوي أي معنى سوى ما
يفهمه كل ناطق له معرفة باللغة العربية ، فدع عنك الضالة أفكارهم ، والقائلين
بالقراءات المتعددة ، والاستنباطات الجديدة ، فلربّما يقولون نحن نفهم من كلمة
الليل النهار ونستشف من التحجّب العري ! وإنّني أذكّر بأنّنا سوف نتحدث بالتفصيل في
المستقبل عن ( القراءات المتعددة للدين ) .
إنّ هذه الآية تبيّن
أحد الخطوط العقائدية العامة ، وتقدّم في نفس الوقت السبيل لعلاج المشاكل
الاقتصادية والسبيل لإزالة المصاعب المعاشية ، وشرح هذه الآية هو : لو أنّ أهل
القرى على هذه الكرة الأرضية آمنوا والتزموا التقوى ، لفتحنا عليهم بركات السموات
والأرض ، لكنّهم لم يلتزموا التقوى وكفروا وجحدوا بنعم الله ، فكانت النتيجة أنّهم
ابتلوا بصنوف المشكلات والابتلاءات .
بناءً على هذا أنّ
القرآن الكريم يرى بكل صراحة أنّ تحقق التنمية الاقتصادية ، والانتعاش في حياة
المؤمنين ، وإزالة المصاعب الاقتصادية ، ونزول النعم ، ونزول بركات السماء والأرض
بشكل عام ، رهن بالإيمان والتقوى ، وفي المقابل يصف كفران النعم الإلهية وجحودها
سبباً في زوال النعم ونزول الابتلاءات وأنواع الشدائد ، وعرفان قدر النعمة وشكرها
مدعاة لزيادتها وكفران النعمة سبباً للعذاب ، يقول القرآن : ( لَئِن شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) [2] وهنا نشير
إلى إحدى النعم الإلهية الكبرى ، التي عمّت الشعب الإيراني العظيم نتيجةً لاتّباعه
القرآن الكريم ، ونبتهل إلى الله جلّت عظمته أن يمنّ على الشعب بتوفيق شكرها ،
ونعوذ بذاته القدسية أن تُسلب هذه النعمة الكبرى منا نتيجةً لكفرانها .