عن صفوان عن أبان عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمد عليه السلام قال: اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة اللَّه في أرضه؟ فيقوم داؤد النبي عليه السلام فيأتي النداء من عنداللَّه عزّوجلّ: لسنا ايّاك أردنا وان كنت للَّه‌تعالى خليفة. ثم ينادي ثانية: أين خليفة اللَّه في أرضه؟ فيقوم أميرالمؤمنين علّي بن ابي طالب عليه السلام فيأتي النداء من قبل اللَّه عزّوجلّ:

يا معشر الخلائق هذا علّي بن أبي طالب خليفة اللَّه في أرضه وحجّته على عباده فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم يستضي‌ء بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنّات. قال: فيقوم الناس الّذين قد تعلّقوا بحبله فى الدنيا فيتبعونه إلى الجنة.

ثم يأتي النداء من عنداللَّه جل جلاله: ألا من إئتمّ بامام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به. فحينئد تبّرء الذين اتّبعوا من الذين أتبعوا ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب: «وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ».[1]

ورواه في مجالس المفيد أيضا عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أيّوب بتفاوت ما.

أقول: كل واحد من المصدرين (امالى الشيخ الطوسي ومجالس الشيخ المفيد رضوان اللَّه عليهما) وان لم اعتمد عليه لما يأتي في آخر الكتاب، لكن وجود رواية واحدة بالفاظ واحدةفيهما، دليل على سلامة الرواية وأنّها غير مدسوسة فيهما، ويؤكده أيضا وجود الرواية في كشف الغمة نقلًا عن كتاب بن طلحة عن جعفر بن محمد عليه السلام.

15- الشفاعة

[552/ 1] علل الشرايع‌: عن أبيه عن أحمد بن ادريس عن حنّان قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا تسألوهم فتكلّفونا قضاء حوائجهم يوم القيامة.[2]

ثم ان حناناً عمّر عمرا طويلا فلا تظنّ بالرواية إرسالًا وضعفاً بالسند والله العالم.

[553/ 2] وبهذا الاسناد عنه عليه السلام: لا تسألوهم الحوائج فتكونوا لهم الوسيلة إلى رسول‌

[1] . امالي الطوسي/ 63- 64، أمالي المفيد/ 285 و بحارالانوار: 8/ 10.

[2] . علل الشرائع: 2/ 564 و بحارالانوار: 93/ 150 و 8/ 55.