يقال ان الضمير في (ليذهب) راجع الى الله تعالى: فاذهاب
الرجس من فعله لا من فعلهم، قلت: لا بأس بنسبة الفعل الاختياري الصادر من المخلوق
الى الله بناء على الامر بين الامرين لان فعله طول فعلنا لا في عرضه كما ان كون
التيمم و الغسل الصادرين منا لا ينافي نسبة التطهير اليه تعالى.
و
ان كان المفعول به المراد، فعل الله الارادة تكوينية لا محالة، فلابد من اقامة
الدليل على انه- أي المفعول المحذوف- فعلنا أو فعله تعالى، و الاستدلال عل العصمة
موقوف على هذه النكتة.
و
يمكن يقال كملة (انما) الدالة على الحصر لا يناسب الاردة التشريعية فان
الله طلب عن جميع المكلفين ترك الرجس اي فعل المحرمات و ترك الواجبات، و هي تصلح
قرنة لكون الارادة تكونية خاصة باهل البيت، فتكون الآية في قوة تعالى في حق مريم
عليه السلام: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى
نِساءِ الْعالَمِينَ) (آل عمران/ 42). حيث ان ظاهرها- و الله اعلم كون
التطهير تكوينا.
على
كل: الآية مختصة بالحسن و الحسين و فاطمة و على و خاتم النبيين صل الله و آله و
سلم و عليهم و لا تشمل بقية اهل البيت، فضلا عن آل البيت.
و
اعلم ان المستفاد من الروايات الواردة في فضائل الائمة و مقاماتهم في الاجزاء السابقة
و اللاحقة و في هذا الجزء تثبيت العصمة و ان لم ترد فيها بعنوانها رواية، فمن لاحظ
اخبار الطنية و اخبار تقدم ارواحهم و عبادتها قبل الدنيا و علومهم و فضائلهم هان
له التصديق بعصمتهم في الجملة، لكن عرفت