و هنا احتمال آخر نسب فى تفسير
الميزان الى جمع و هو ان يكون الاسراء الى المسجد الاقصى جسمانياً ثم بعد ذلك الى
سدرة المنتهى و ما بعدها روحانياً، ولعل المشهور بين المسلمين هو كونهما معاً
جسمانياً، لكن ذهاب انسان بجسمه و روحه ثم رجوعه فى ليلة واحدة من الكرة الارضية
الى السماوات مع الصلوات فى اماكن من الارض و الكرات السامية و التكلم مع الله
والمؤمنين و دخول الجنان و مشاهدة تمثلات برزخية كما فى الروايات الكثيرظ بعيدة
جداً، بل مجرد طى مسافة سنوات نورية أو ملايين سنوات نورية بعد فرض خروج جنة
المأوى عن مجرتنا، بل عن السماوات[1] و فرض كون النجوم و الكواكب
المحسوسة من السماء الدنيا (إِنَّا
زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) فى ليلة واحدة بعيدة.
لا
أقول انه مستحيل عقلًا حتى و ان صح نظرية انشتاين فى تحديد سرعة النور و عدم تحقق
سرعة حركة الاجسام ازيد منه، فان الله قادر على اسراء احد بجسمه و روحه بالف وسيلة
غير ما فرضه انشتاين و امثاله و علماء الفيزياء و العلوم الحديثة، بل اقول انه
مستبعد.
و
هنا شىء آخر و هو فرض عدم تجرد الروح من البدن فى جميع النشئات و أنها فى كل نشئة
لها بدن، بل قيل ان له بدن خاص حتى فى الحياة الدنيا حين تعلقه بهذا البدن الكثيف
المادى و قد ذكرنا بعض الكلام فيه فى
[1] - كما يستفاد من قوله تعالى:( جَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ) و تحقيق هذا الموضوع و سائر ما يتعلق بالمقام فى بعض
كتبنا الاخر باللغة الفارسية.