ابتدأ نزوله آية آية و سورة
سورة فى المبعث أو غيره ليتلوه على الناس، و هذا الحمع مؤيد بالاخبار، و يمكن
الجمع بوجوه اخر سيأتى تحقيقها فى باب ليلة القدر و غيره (253: 18 و 254).
أقول:
هذا الجمع من الصدوق و المجلسى رحمهما الله- ضيف بضعف ما استدل له من الروايات
سنداً، و علم النبى صلّى الله عليه و آله و سلّم بالآيات قبل نزولها غير ثابت و ما
استدل له الصدوق من الآيتين ضعيف لعدم دلالتهما عليه بل لهما احتمال آخر كما هو
مذكرو فى التفاسير[1] بل علم
النبى صلّى الله عليه و آله و سلّم بالقرآن قبل النزول التدريجى مضافا الى عدم
ثبوته- مدفوع بالآيات المتضمنة لعتابه صلّى الله عليه و آله و سلّم و قوله تعالى:
(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ)، و قوله
تعالى: (عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ..)، و
قوله تعالى: (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) (الانعام/
35). اذ لا يحتمل اقدامه مع علمه بالواقع على ما يوجب عتابه- و لا يقول بما يوجب
نزوله قوله (مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) و قس عليه غيره.
و
على كل التنافى انما هو بين الآيات الدالة على نزول القرآن فى شهر رمضان الظاهرة
فى نزول تمامه أو تمام الكتاب فيه، و بين ما دل و ما نعلمه خارچاً من نزوله فى 23
سنة.
و
طريق الجمع بينهما رفع اليد عن ظهور الطائفة الاولى عن نزول تمامه
[1] - الظاهر ان مدلول الآيتين هو الاحتمال الأوّل من
الاحتمالات الثلاثة المذكورة فى كلام الطبرسى( 245: 18) و مجمع البيان: 7/ 32.