فيه، و نحملها على ابتداء نزوله
فيه، و هذا جمع عرفى معقول.
على
ان الظهور المذكور ممكن المنع. فان القرآن (المذكورة فى آية البقرة:
أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) و الكتاب (فى أول سورة الدخان)
يصدقان على البعض و الكل و ليسا بظاهرين فى تمام الآيات القرآنية، كما نعرفه نحن
اليوم و ليست آيتا البقرة و الدخان بآخر ما نزلتا على النبى صلّى الله عليه و آله
و سلّم و الظاهر ان الضمير فى سورة القدر (إِنَّا أَنْزَلْناهُ)
راجع الى القرآن أو الكتاب، فمعنى نزول القرآن ليلة القدر يصدق بنزول بعضه أيضاً
كما يصدق بنزول كله و القول بكل منهما ليس مخالفاً للظاهر، فنختار الاول و هو عين
ابتداء نزول القرآن فى ليلة القدر. والله أعلم.
و
خلاصة الكلام:
أولًا:
تعدد نزول القرآن مرتين كما هو المشهور غير ثابت، سواء قلنا بنزله الاول فى البيت
المعمور أو على قلب النبى صلّى الله عليه و آله و سلّم أو بكليهما، كما يظهر من
المجلسى رحمة الله.
ثانياً:
فرض علم النبى الاكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم بالقرآن قبل نزوله التدريجى
مقرون بمشكلة اخرى و هى منافات لآيات داله على عتابه صلّى الله عليه و آله و سلّم
و لقوله تعالى: (وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) و
نحوه.
ثالثاً:
اذا فرضنا بعثه صلّى الله عليه و آله و سلّم بآية أو آيات قرآنية فالمبعث فى شهر
رمضان لا محالة، و اما اذا لم نفرضه كذلك فلا مانع من وقوعه فى شهر رجب، لكنه
بعيد.