يقول
المؤلّف العلّامة فى مقام الدفاع عن الصدوق ممّا أورد عليه شيخ الشيعة، الشيخ
المفيد رحمهم الله جميعا- و ورد فى بعض الروايات ان القرآن نزول فى أول ليلة من
شهر رمضان[1] و دل
بعضها على ان ابتداء نزوله فى المبعث، فجمع بينها بان فى ليلة القدر نزل القرآن
جملة من اللوح الى السماء الرابعة[2] لينزل من
السماء الرابعة الى الارض بالتدريج ونزل فى أول ليلة من شهر رمضان جملة القرآن على
النبى صلّى الله عليه و آله و سلّم ليعلم هو، لا ليتلوه على الناس ثم
[1] - روى الصدوق فى اماليه عن احمد بن على ابراهيم عن
ابيه عن جده عن ابى المغيرة عن عمرو الشامى عن الصادق عليه السّلام: و قلب شهر
رمضان ليلة القدر و نزل القرآن فى أول ليلة من شهر رمضان ...( 11: 94) و احمد بن
على و عمرو الشامى مجهولان.
[2] - و رواه فيه عن العطار عن سعد عن الاصبهانى عن
المنقرى عن حفص قال: قلت للصادق عليه السّلام ... كيف انزل القرآن فى شهر رمضان و
انما انزل القرآن فى مدة عشرين سنة أوله و آخره؟ ... كيف انزل القرآن فى شهر رمضان
و انما انزل القرآن فى مدة عشرين سنة أوله و آخره؟ فقال عليه السّلام انزل القرآن
جملة واحدة فى شهر رمضان الى البيت العمور ثم انزل من البيت المعمور فى مدة عشرين
سنة( 11: 94).
اقول: سند الرواية ضعيف بقاسم بن
محمد الاصفهانى، بل بسلمان بن داؤد المنقرى بزعم المؤلّف العلّامة فى محكمى و
جيزته و ان كان عندنا ثقة بتوثيق النجاشى. و على كل كلتا الروايتان ضعيفتان مع ان
ظاهر الثانية نفى نزول القرآن فى أول ليلة من شهر رمضان و لابد من نفيه لانه مخالف
لنزوله فى ليلة القدر المصرح به فى القرآن و الرواية ذكر ليلة القدر و لم تتعرض
لنزوله فيها بل ذكر نزوله فى أول ليلة فلنطرح حتى و ان فرضنا اعتبارها سنداً مع
انها غير معتبرة، و يعارضها رواية القمى أيضاً لكنها ضعيفة أيضاً( 12: 94)، و مثل
رواية حفص مرسلة ابراهيم( 25: 94).