1-
بيّن الله تعالى الغرض من بعث رسوله فى ثلاث آيات أنه تلاوة الآيات على الناس و
تزكيتهم و تعليمهم الكتاب و الحكمة (البقرة/ 151 و آل عمران/ 164 و الجعة/ 2).
أقول:
ذكر الله فى أوائل سورة الاسراء جملة من مصاديق الحكمة كعدم الشرك و عدم عبادة غير
الله و الاحسان بالوالدين و ايتاء ذى القربى و المسكين و ابن السبيلو عدم التبذير
و القول الميسور لمن يعرض عنه و عدم جعل اليد مغلولة الى العنق و عدم بسطها كل
البسط و عدم قتل الاولاد خشية الاملاق و عدم الزنا و عدم قتل النفس المحرمة و عدم
الاسراف فى القصاص و عدم القرب الى مال اليتيم إلّا بالتى هى احسن و الوفاء بالعهد
و إيفاء الكيل و الميزان و عدم اتباع ما لا يعلمه و عدم المشى مرحاً، فان الله بعد
النهى عن تلك الامور قال: (ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ
رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ..) (الاسراء/ 39).
و
على كل يمكن ان يكون عطف التزكية و التعليم على تلاوة الآيات من عطف التفسير و ان
كانا اعم منها فانهما يشملان السنة الزائدة على الكتاب أيضاً.
و
يؤيد عطف التفسير ذكر الكتاب؛ فان الظاهر منه القرآن دون الكتاب اذ تعليم الكتابة
ليس من اهداف النبوة، كما ان تعليم العلوم التجريبية و الطبيعية و الانسانية ليس
منها. و يحتمل أن تكون التلاوة المذكورة مقدمة للتزكية و التعليم.
2-
المتحمل فى كلمة الاظهار فى قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ