الباب منعقد لدفع ما يوهم خلاف
عصمته من الآيات الكريمة و ليس فى الآيات ما يثبت عصمته صلّى الله عليه و آله و
سلّم سوى قوله تعالى: (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) فانه يعصمه
من ترك بيان الوحى زيادة و نقصية و انه لا يتكلم عن هو نفسه بل يتكلم فى الدين
استناداً الى وحى ربه. و نحن بحثنا عن العصمة فى كتابنا صراط الحق (الجزء الثالث)
و ليست فى الباب رواية معتبرة سنداً.
الباب
16: سهوه و نومه صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الصلاة (97: 17)
أورد
فيه المؤلّف ثلاث آيات و سبع عشرة رواية. و فيه امور:
1-
الآية الاولى تدل على صحة انساء الشيطان و ايقاعه على النبى صلّى الله عليه و آله
و سلّم: (وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ
الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الانعام/ 68) و متعلق
الانساء فى الآية ظاهراً وجوب الاعراض المصرح فى الآية، فلاحظ. كما ان الآية
الثانية: (وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ...) ايضاً تدل
على صحة صدور النسيان منه، نعم الآية الثالثة تخبر عن نف نسيانه القرآن المجيد إلّا
ما شاء الله.
2-
يظهر من صاحب مجمع البيان (98: 17) انه لا فرق فى جواز التقية بين النبى و الامام
بعد بيان التكليف و عدمه قبل بيانه، و هذا قول وجيه. و قال: و اما النسيان و السهو
فلم يجوزهما عليهم فى ما يؤدونه عن الله تعالى، فأما ما سواه فقد جوزوا- اى جوزت الامامية-
عليهم ان ينسوه أو يسهو عنه ما لم يؤدّ ذلك الى اخلال بالعقل. واستغفربه المؤلّف و
انه لم يرَ من الاصحاب من جوز عليهم السهو مطلقاً فى غير التبليغ وانما جوّز
الصدوق و شيخه الاسهاء