لا تنافيها سائر الاخبار، بل
تؤيدها و الله تعالى يعلم.
أقول:
أولًا: هذا الكلام عجيب، فان وثاقة أحد لا تجبر ارسال خبره و لا ترفع غرابته، و
مجرد عدم تنافيه مع سائر الاخبار لا ينفعه شيئاً، و مثل هذا المسامحات ربما تبدل
الثقافة الدينية بعض التبدل و توسّع الارضية للمبالغات.
و
ثانياً: انه اشتبه فى كون مؤلّف الانوار استاذ الشهيد الثانى، بل هو رجل آخر
الشعرى كما عن ابن تيمية المتوفى سنة 727 و عن السمهودى ان سيرة ابى الحسن البكرى
البطلان و الكذب والشهيد الثانى الستشهد فى 966 ه- ولاحظ تفصيل البحث فى هامش بحار
الانوار (26: 15) و لاحظ الذرية (409: 2) و اعيان الشيعة (33: 9- 37).
و
ثالثاً: ان المطالع المتعمق ربما يطمئن بكذب جملة من مطالب القصة، و انها مبالغات
عامية خيالية لا تليق بالكتب العلمية، لاسيما مع نسبة بعضها الى الله تعالى و
ملائكة، فى كتاب اعدّ لنقل احاديث الرسول و أوصيائه عليهم السّلام و كان ينبغى
للمؤلّف رحمة الله ذكرها فى كتاب آخر لا فى مثل هذا الكتاب.
4-
يقول العلّامة المؤلّف رحمه الله: اتفقت الامامية رضوان الله عليهم على ان والدى
الرسول و كل اجداده الى آدم عليه السّلام كانوا مسلمين، بل كانوا من الصديقين، إما
انبياء مرسلين أو اوصياء معصومين، و لعل بعضهم لم يظهر الاسلام تقية (117: 15).
أقول:
الاجماع كحكم العقل مفقود فى المقام و دلالة قوله تعالى:
(الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)
عليه غير واضحة، و اثباته من التاريخ المعتبر غير ممكن. فالعمدة فى اثباته
الاحاديث المتعبرة سنداً ولاحظ