2- مقتضي طبع الحوادث تزويج
بنات آدم ببنيه بأي وجه اتفق، و لا مانع طبعا و شرعا و نقلًا، أما الطبع فانه
يختلف حسب تربية الانسان، وكم فرق بين الانسان الابتدائي القريب من الحيوان، و
الانسان اليوم و لا يبعد تفاوتهما في اكثر الامور الطبيعة، علي ان في كون النفرة
عن تزويج المحارم من طبع الانسان بحث، اذ يمكن ان ننسبها إلي التلقين و تأثير الدين
كما يدل عليه عادة المجوس و بعض الاقوام في الغرب اليوم. و اما الشرع فلا دليل علي
أن الله حرم المحارم في عصر آدم عليه السّلام و لا أقل من اول عصره. والشرائع
الإلهية في الامم مختلفة. و اما النقل فروايات الباب مع تعارضها و اختلافها في ذلك
ضعاف سندا فلا عبرة بها. نعم للصدوق في الفقيه رواية رواها عن زرارة (240: 3) ان
الله نزل حوراء من الجنة اسمها نزلة و امر ادم ان يزوجها من شيث. ثم انزل .. حوراء
من الجنة اسمها منزلة و أمر آدم ان يزوجها من يافث[1].
و في بعض روايات الباب ان احدي الانثيين من الجن.
أقول: كل
ذلك ينافي قوله تعالي: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ). اذ
علي هذا خلقنا من آدم و من الحوراء أو من الجن و هو كما تري. علي ان قبول ولادة
الانسان من الجن أو من الحوراء لا يخلو عن تعسر[2]
الا ان يحال الامر إلي قدرة الله تعالي تعبدا و لا شك في امكانه.
[1] - لرواية حسب وعد الصدوق فى المشيخة صحيحة لكنها لا
تخلو عن اشكال فانه رواها مفصلة فى علل بسند ضعيف فلعله نقلها فى الفقيه مختصرة
فلاحظ البحار 223: 11.
[2] - فانها من الاجسام اللطيفة و الانسان جسم كثيف
فيشكل تصور المقاربة و الحمل و الولادة.