خلاف الواقع في علم الله تعالي،
إذا الفحص و النظر امر طريقي لا موضوعية له و قد حققنا اقول في القاصر في مقدمة
كتابنا صراط الحق لهلك من هلك عن بينة. خلافاً للمشهور من انكار القاصر و خلافاً
لمعظم العامة حيث حكموا بخلود القاصر و هو باطل قطعاً.
و
من هنا يظهر ان المخالفين في الامامة إذا كانو قاصرين لا يستحقون النار من جهة
اعتقادهم فضلا عن الخلود فيها و اما المعاندين و المقصرون (اي غير من لو نظر لم
يؤد نظره إلي الحق) علي قسمين قسم ارتكبوا الكبائر و قسم منهم ليسوا كذلك بل كانوا
صالحين في مذهبهم.
اما
الاول فلا مانع في دخولهم النار و هكذا الامر في القاصرين الفاسقين و اما خلودهم
ففيه بحث، وعمدة البحث في القسم الثاني فهل انهم اهل النار؟ الظاهر انه كذلك لان
الامامة من أهم الواجبات وهي من الاصول الاعتقادية، و انما الكلام في خلودهم و
ظاهر الصدوق ذلك (365 و 366) و هو صريح المفيد رحمة الله وقال في كتاب المسائل:
اتفقت الامامية علي أن من انكر امامة أحد الائمة و جحد ما اوجبه الله هو كافر ضال
مستحق للخلود في النار ... (366).
و
عن العلامة الحلي رحمة الله في شرح الياقوت و أما دافعوا النص فقد ذهب اكثر
اصحابنا إلي تكفيرهم. و من اصحابنا من يحكمبفسقهم خاصة. ثم اختلف اصحابنا في
احكامهم في الاخرة. فالاكثر قالوا بتخليدهم، و فيهم من فال بعدم الخلود، و ذلك إما
بان ينلقوا إلي الجنة و هو قول شاذ عندنا أولا إليهما أي إلي الجنة و النار-
واستحسنه المصنف (ص 365).
وظاهر
الشهيد الثاني هو القول بالخلود و السلامهم كما عليه الاكثر