نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 57
الخلق نسبا منه، و الشاهد على
ذلك اجماع الامة على ان الله. تعالى قد اوجب عداوة من ارتد بعد الاسلام، و عداوة
من نافق و ان كان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله. و ان رسول الله (ص) هو
الذى امر بذلك و دعا اليه و ذلك انه صلى الله عليه و اله قد اوجب قطع السارق و ضرب
القاذف، و جلد البكر اذا زنى، و ان كان من المهاجرين او الانصار، الا ترى انه قال:
لو سرقت فاطمة لقطعتها، فهذه ابنته، الجارية مجرى نفسه، لم يحابها فى دين الله، و
لا راقبها فى حدود الله، و قد جلد اصحاب الافك، و منهم مسطح بن اثاثة، و كان من
اهل بدر.
قال:
و بعد، فلو كان محل اصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله محل من لا يعادى اذا عصى
الله سبحانه و لا يذكر بالقبيح، بل يجب ان يراقب لاجل اسم الصحبة، و يغضى عن عيوبه
و ذنوبه، لكان كذلك صاحب موسى المسطور ثناوه فى القران لما اتبع هواه، فانسلخ مما
اوتى من الآيات و غوى، قال سبحانه: (وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ
الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ
مِنَ الْغاوِينَ) و لكان ينبغى ان يكون محل عبدة العجل من اصحاب موسى هذا المحل، لان
هؤلاء كلهم قد صحبوا رسولا جليلا من رسل الله سبحانه.
قال:
و لو كانت الصحابة عند انفسها بهذه المنزلة، لعلمت ذلك من حال انفسها، لانهم اعرف
بمحلهم من عوام اهل دهرنا، و اذا قدرت افعال بعضهم ببعض دلتك على ان القصة كانت
على خلاف ما قد سبق الى قلوب الناس اليوم، هذا على و عمار، و ابو الهيم بن
النيهان، و خزيمة بن ثابت، و جميع من كان مع على عليه السلام من المهاجرين و
الانصار، لم يروا ان يتغافلوا عن طلحة و الزبير حتى فعلوا بهما و بمن معهما ما
يفعل بالشراة فى عصرنا، و هذا طلحة و الزبير و عائشة و من كان معهم و فى جانبهم لم
يروا ان يمسكوا عن على حتى قصدوا له كما يقصد المتغلبين فى زماننا و هذا معاوية و
عمرو لم يريا عليا بالعين التى يرى بها العامى صديقه او جاره، و لم يقصرا دون ضرب
وجهه بالسيف و لعنه و لعن اولاده و كل من كان حيا من اهله، و قتل اصحابه، و قد لعنهما
هو ايضا فى الصلوات المفروضات، و لعن معهما ابا الاعور السلمى، و ابا موسى
الاشعرى، و كلاهما من الصحابة، و هذا سعد بن ابى وقاص، و محمد بن مسلمة، و اسامة
بن زيد، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و عبد الله بن عمر، و حسان بن ثابت، و انس
بن مالك، لم يروا ان يقلدوا عليا فى حرب طلحة، و لا طلحة فى حرب على، و طلحة و
الزبير باجماع المسلمين افضل من هؤلاء المعدودين، لانهم زعموا انهم قد خافوا ان
يكون على قد غلط و زل فى حربهما، و خافوا ان يكونا قد غلطا و زلا فى حرب على، و
هذا عثمان قد
نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 57