نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 53
بين كتبه كراسا قراناه فى ذلك
المجلس و استحسنه الحاضرون، و انا اذكر ها هنا خلاصته
قال:
لو لا ان الله تعالى اوجب معاداة اعدائه، كما اوجب موالاة اوليائه، و ضيق على
المسلمين تركها اذا دل العقل عليها، او صح الخبر عنها بقوله سبحانه:
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ
إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) و بقوله تعالى:
(وَ لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ النَّبِيِّ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا
اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ)، و بقوله سبحانه:
(لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، و لا جماع
المسلمين على ان الله تعالى فرض عداوة اعدائه، و ولاية اوليائه، و على ان: البغض
فى الله واجب، و الحب فى الله واجب- لما تعرضنا لمعاداة احد من الناس فى الدين، و
لا البراءة منه، و لكانت عداوتنا للقوم تكلفا. و لو ظننا ان الله عز و جل بعذرنا
اذا قلنا: يا رب غاب امرهم عنا، فلم يكن لخوضنا فى امر قد غاب عنا معنى، لاعتمدنا
على هذا العذر، و واليناهم، و لكنا نخاف ان يقول سبحانه لنا: إن كان أمرهم قد غاب
عن أبصاركمفلم يغب عن قلوبكم و اسماعكم، قد اتتكم به الاخبار الصحيحة التى بمثلها
الزمتم انفسكم الاقرار بالنبى صلى الله عليه و اله و موالاة من صدقه، و معاداة من
عصاه و جحده، و امرتم بتدبر القران و ما جاء به الرسول، فهلا حذرتم من ان تكونوا
من اهل هذه الآية غدا: (رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ
كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا).
فاما
لفظة اللعن فقد امر الله تعالى بها و اوجبها، الا ترى الى قوله:
(أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)،
فهو اخبار معناه الامر، كقوله: (وَ الْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)، و قد لعن
الله تعالى العاصين بقوله: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ)، و قوله:
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)، و
قوله: (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا
تَقْتِيلًا)، و قال الله تعالى لابليس: (وَ إِنَّ عَلَيْكَ
لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ): (إِنَّ
اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً).
فاما
قول من يقول: (اى ثواب فى اللعن! و ان الله تعالى لا يقول للمكلف لمّ لم تلعن؟
بل
قد يقول له: لم لعنت؟ و انه لو جعل مكان لعن الله فلانا، اللهم اغفر لى لكان خيرا
له، و لو ان انسانا عاش عمره كله لم يلعن ابليس لم يؤاخذ بذلك)، فكلام جاهل لا
يدرى ما يقول، اللعن طاعة، و يستحق عليها الثواب اذا فعلت على وجهها، و هو ان يلعن
مستحق اللعن لله و فى الله، لا فى العصبية و الهوى، الا تر ان الشرع قد ورديها فى
نفى الولد، و نطق بها القران، و هو ان يقول الزوج فى الخامسة:
(أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ)
فلو لم يكن الله تعالى يريد ان يتلفظ عباده بهذه اللفظة و انه قد تعبدهم بها، لما
جعلها من معالم
نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 53