و منها: تكرّره في أصل أو أصلين
منها فصاعدا بطرق مختلفة و أسانيد عديدة معتبرة.[1]
و
منها: وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصديقهم
كزرارة و محمّد بن مسلم و الفضيل بن يسار، أو على تصحيح ما يصحّ عنهم كصفوان بن
يحيى و يونس بن عبد الرحمن و البزنطي[2]
أو على العمل برواياتهم كعمّار الساباطي، و غيرهم ممّن عدّهم شيخ الطائفة في
العدّة.[3]
و
منها: إندراجه في أحد الكتب الّتي عرضت على الأئمّة عليهم السّلام فأثنوا على
مصنفيها، ككتاب عبيد اللّه بن علي الحلبي، الّذي عرضه على الصّادق عليه السّلام[4]،
و كتابي يونس بن عبد الرحمن،[5] و الفضل
بن شاذان[6]،
المعروضين على العسكري عليه السّلام.
و
قال الشّهيد الثّاني في محكي شرح دراية الحديث:
قد
كان استقرار أمر المتقدمين على أربعمائة مصنّف سمّوها أصولا، فكان عليها اعتمادهم.[7]
ثمّ
تداعت الحال إلى ذهاب معظم تلك الاصول، و لخصها جماعة في كتب خاصّة ....[8]
و
منها: كونه مأخوذا من الكتب الّتي شاع بين سلفهم الوثوق بها و الاعتماد عليها،
سواء كان مؤلّفوها من الفرقة الناجية المحقّة، ككتاب الصلاة لحريز بن عبد اللّه، و
كتب ابني سعيد و علي بن مهزيار، أو من غير الإماميّة، ككتاب حفص بن غياث القاضي، و
كتب الحسين بن عبد اللّه السعدي، و كتاب القبلة لعلي بن الحسن الطاطري.
[1] . إذا كان صاحب الأصل ثقة، يكون حال التكرر ما
تقدّم في القرينة الأولى. و إذا كان بعض أسانيده معتبرا فهو خارج عن محل النزاع.
[2] . مرّ البحث حول هذا الموضوع في البحث الحادي عشر.
[3] . ليس معنى العمل بروايات أحد الغضّ عن ضعف من
قبله.
[4] . و استحسنه و قال ليس لهؤلآء- يعني المخالفين-
مثله نسبه الشّيخ إلى قيل، و في النجاشي: و عرضه على أبي عبد اللّه عليه السّلام و
صحّحه ... و لكنّه مرسل.
[5] . و في النجّاشي بسند صحيح عن الجعفري: عرضت على
أبي محمّد صاحب العسكري عليه السّلام كتاب يوم و ليلة ليونس، فقال:« تصنيف من
هذا؟» فقلت: تصنيف يونس آل يقطين، فقال:« أعطاه اللّه بكلّ حرف نورا يوم القيامة».
[6] . نقل الكشّي روايتين ضعيفتين دلالة و سندا في حقّ
كتاب يوم و ليلته.
[7] . كاعتمادنا على الكتب الأربعة، و أمثالها غير
المنافي لضعف بعض رواياتها، و إلّا فهو مطالب بدليله، و الظاهر أنّه نفسه أيضا
يذهب إلى ما قلنا، كما يفهم من سيرته في الفقه.