اللَّهُمَّ إنَّهُ لَيسَ لي عِلمٌ بِمَوضِعِ رِزقي وإنَّما أطلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخطُرُ عَلى‌ قَلبي، فَأَجولُ في طَلَبِهِ البُلدانَ، فَأَنَا فيما أنَا طالِبٌ كَالحَيرانِ، لا أدري أفي سَهلٍ هُوَ أم في جَبَلٍ، أم في أرضٍ أم في سَماءٍ، أم في بَرٍّ أم في بَحرٍ، وعَلى‌ يَدَي مَن ومِن قِبَلِ مَن، وقَد عَلِمتُ أنَّ عِلمَهُ عِندَكَ وأَسبابَهُ بِيَدِكَ، وأَنتَ الَّذي تَقسِمُهُ بِلُطفِكَ وتُسَبِّبُهُ بِرَحمَتِكَ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‌ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاجعَل يا رَبِّ رِزقَكَ لي واسِعاً، ومَطلَبَهُ سَهلًا ومَأخَذَهُ قَريباً، ولا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَم تُقَدِّر لي فيهِ رِزقاً، فَإِنَّكَ غَنِيٌّ عَن عَذابي، وأَ نَا فَقيرٌ إلى‌ رَحمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى‌ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وجُد عَلى‌ عَبدِكَ بِفَضلِكَ إنَّكَ ذو فَضلٍ عَظيمٍ.

قالَ عُبَيدُ بنُ زُرارَةَ: فَما مَضَت بِالرَّجُلِ مُدَيدَةٌ حَتّى‌ زالَ عَنهُ الفَقرُ وحَسُنَت حالُهُ.[1]

640. قرب الإسناد عن مسعدة: سَمِعتُ جَعفَراً عليه السلام يُملي عَلى‌ بَعضِ التُّجّارِ مِن أهلِ الكوفَةِ في طَلَبِ الرِّزقِ، فَقالَ لَهُ: صَلِّ رَكعَتَينِ مَتى‌ شِئتَ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَقُل:

تَوَجَّهتُ بِحَولِ اللَّهِ وقُوَّتِهِ بِلا حَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ولكِن بِحَولِكَ يا رَبِّ وقُوَّتِكَ، أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّاما قَوَّيتَني، اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بَرَكَةَ هذَا اليَومِ، وأَسأَ لُكَ بَرَكَةَ أهلِهِ، وأَسأَ لُكَ أن تَرزُقَني مِن فَضلِكَ رِزقاً واسِعاً، حَلالًا طَيِّباً مُبارَكاً، تَسوقُهُ إلَيَّ في عافِيَةٍ بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ، وأَ نَا خافِضٌ‌[2] في عافِيَةٍ.

تَقولُ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ.[3]

641. الكافي عن محمّد بن علي الحلبي: شَكا رَجُلٌ إلى‌ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام الفاقَةَ وَالحُرفَةَ[4] فِي التِّجارَةِ بَعدَ يَسارٍ قَد كانَ فيهِ؛ ما يَتَوَجَّهُ في حاجَةٍ إلّاضاقَت عَلَيهِ المَعيشَةُ.

[1]. فلاح السائل: ص 447 ح 305، مصباح المتهجّد: ص 109 ح 184، عدّة الداعي: ص 53 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 86 ص 124 ح 5.

[2]. في خَفضِ العَيشِ: أي في سِعَةٍ وراحَةٍ( مجمع البحرين: ج 1 ص 529« خفض»).

[3]. قرب الإسناد: ص 3 ح 7، بحار الأنوار: ج 91 ص 342 ح 2.

[4]. الحُرفَةُ- بِضمِّ الحاء وكسرها-: الحرمان والاسم من قولك: رجل مُحارَفٌ أي منقوص الحظِّ لا ينمو له مالٌ.