فَقالَ: لِيَقرَأ قِراءَةً وَسَطاً، يَقولُ اللَّهُ تَبارَكَ
وتَعالى: «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ
لا تُخافِتْ بِها»[1].
462.
الكافي عن سَماعة: سَأَلتُهُ[2] عَن قَولِ اللَّهِ عز و جل:
«وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها»، قالَ:
المُخافَتَةُ:
ما دونَ سَمعِكَ، وَالجَهرُ: أن تَرفَعَ صَوتَكَ شَديداً.[3]
توضيح
الروايات
المذكورة وكذلك أقوال المفسرين كاشفة عن أنّ الآية 110 من سورة الإسراء ناظرة
للإفراط والتفريط في الجهر والإخفات في قراءة الصلاة، وأنّ قوله:
«وَ
ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا» للتأكيد على اختيار الحدّ الوسط في
القراءة؛ و أن لا يقرأ المصلّي بالصياح، كما لا يكتفي بحركة شفتيه من شدة الإخفات.
وعلى
هذا الأساس يتّضح أنّ الجهر والإخفات في الآية الكريمة المشار إليها غير الجهر
والإخفات في الاصطلاح الفقهي الذي يعني الجهر في قراءة الحمد والسورة التي بعدها
في صلاة الصبح والمغرب والعشاء، والاخفات في قراءتهما في صلاة الظهر و العصر.
[1]. الكافي: ج 3 ص 317 ح
27، تفسير العيّاشي: ج 2 ص 318 ح 174، بحار الأنوار: ج 85 ص 72 ح 2.
[3]. الكافي: ج 3 ص 316 ح
21، تهذيب الأحكام: ج 2 ص 290 ح 1164، تفسير العيّاشي: ج 2 ص 318 ح 173 عن سماعة
بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 85 ص 72 ح 2.