responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 355

رسالةً يدعوه فيها إلى الإسلام أو إلى الجزية.

فقرأه و قال للرّسول: اذهب إلى نبيّكم، فأخبره أنّي متّبعه، ولكن لا أريد أن أدع ملكي و بعث معه بدنانير إلى رسول الله (ص)، فرجع، فأخبره، فقال رسول الله (ص): كَذِب و قسّم الدّنانير.[1] و ذكر السُّهيلي: أنّ هِرَقْل أهدى لرسول الله (ص) هدية، فقبل رسول الله (ص) هديته و فرّقها على المسلمين.[2] ثمّ إنّ هِرَقل أمر منادياً ينادي: ألا إنّ هِرَقل قد آمن بمحمّدٍ و اتّبعه، فدخلت الأجناد في سلاحها و طافت بقصره تريد قتله، فأرسل إليهم: إنّي أردت أن أختبر صلابتكم في دينكم، فقد رضيت عنكم، فرضوا عنه.[3] و لا شكّ في انّ رسالة النّبيّ (ص) إلى هِرَقل كانت في غاية الدّقّة، و هي رسالة هادئة و حازمة، و قد راعت أهداف الإسلام من دون أن تعطى ذلك الطّاغية أيّة ذريعة للتّمرّد، أو اللامبالاة، ولكن هرقل تخلّص أوّلًا من دِحية الكلبي بكذبة كان يعرف أنّها لا تنفع مع النّبيّ (ص) حين زعم له أنّه قد أسلم.

إنّ هرقل هذا لا يجرؤ على التّفوّه بكلمة «لا» أمام دعوة رسول الله (ص) له، رغم أنّه يدعوه و قومَه إلى إعطاء الجزية عن يدٍ و هم صاغرون.[4] و لم يُحدَّث في تاريخ طواغيت الأرض و عُتاتها أن تأتى عساكر أعدائهم لتقف‌


[1] 1. صحيح ابن حبان، ج 10، ص 358، و سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 457

[2] 2. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 459 و ج 11، ص 356

[3] 3. نفس المصدر، ص 459

[4] 4. عن يدٍ: عن قهر و إذلالٍ، و صاغرون: اي ذليلون مُهانون.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست