هاشم، فكان ثمانية منهم، أو أقلّ قد احتوشوا رسول الله (ص) لكي لا يصل إليه أحد من المشركين بسوءٍ، و المهاجم الوحيد لجيوش المسلمين كان علي بن أبي طالب (ع) فهزم الله المشركين على يديه شرَّ هزيمة.
فالنّصر إنّما تحقّق بجهاد علي (ع) و بالتّأييد الإلهي للنّبي (ص) بإنزال الملائكة. و هذا يبيّن السّبب في أنّ الله سبحانه ردّ أمر الغنائم و السّبي إلى رسول الله (ص) ليعطيها لمن يشاء، فأعطاها لمن أراد أن يتألّفهم، و لم يعط منها حتّى أقرب النّاس إليه و هم الأنصار؛ لأنّهم لم يكن لهم و لا للمهاجرين و لا لغيرهم حقّ فيها.
و كان القسم الأكبر لأولئك الّذين لا يزالون يُبطنون الشّرك كأبي سفيان و معاوية و عِكرمة و أمثالهم و كان الحرمان من نصيب الأنصار، عَزّ ذلك عليهم، و قال بعضهم ليست هذه القسمة بعادلة و قال آخرون منهم: لقد لقي محمّد قومه و ما يصنع بنا بعد ذلك، إلى غير ذلك ممّا بدر منهم من الكلمات الّتي تدل على أنّهم لم يرتاحوا لتوزيع الغنائم بالنّحو الّذي تمّ توزيعها عليه.
فجمعهم النّبيّ (ص) و قال لهم: يا معشر الأنصار ألم آتكم ضُلّالًا فهداكم الله تعالى، وعالَةً فأغناكم الله، و أعدائاً فألّف بين قلوبكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، الله و رسوله أَمَنُ[1] وأفضل[2] ....
فارتفعت أصواتهم بالبكاء و قام شيوخهم إليه، فقبّلوا يديه و رجليه، ثم قالوا: رضينا بالله و عنه و برسوله و عنه و هذه أموالنا بين يديك، فإن شئت فاقسمها على قومك، و إنّما قال من قال منّا على غير وَغْرِصدرٍ[3] و غِلٍّ في قلب، و لكنّهم ظنّوا سخطاً عليهم و تقصيراً بهم، و قد استغفروا الله من ذنوبهم، فاستغفِرْلهم يا رسول الله.
فقال النّبيّ (ص): اللّهم اغفر للأنصار و لأبناء الأنصار، و لأبناء أبناء الأنصار. يا