و هذا معناه: أنّ النّبيّ (ص) قد حقّق نصراً عظيماً يوازي ما حقّقه في غزوة الخندق و خيبر و سواهما.
و يدلّ على ذلك أيضاً ما تقدّم من أنّه (ص) قد قال لأصحابه حين أرادوا أن يرتحلوا عن الطّائف: قولوا لا إله إلّا الله وحده لا شريك له الخ.[2] فلو لم يكونوا منتصرين، لم يكن وجه لأمرهم بأن يقولوا ذلك؛ فإنّ النّبيّ (ص) لا يُطلق الشّعارات جزافاً.
السّبايا و الغنائم
قالوا: كان السّبي ستّة آلاف رأس، و الإبل أربعة و عشرين ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة و أربعة آلاف أوقية فضّة.[3] و لكنّ المروي عن الصّادق (ع) قوله: «سبي رسول الله (ص) يوم حنين أربعة آلاف فارس و اثني عشر ألف ناقة سوى ما لم يعلم من الغنائم».[4] و كانت الغنائم للنّبي (ص) و علي (ع) حيث إنّ المسلمين انهزموا جميعاً عن النّبيّ (ص) و أنّ راجعتَهم حين رجعت وجدت الأسارى مُكَتَّفين عند رسول الله (ص) و أنّ المسلمين المهزومين لم يضربوا بسيف و لم يطعنوا برمحٍ، و تقدّم أنّ الّذين بقوا عند رسول الله (ص) كانوا تسعة أشخاص أو أقلّ من ذلك كلّهم من بني
[1] 1. الأمالي للطوسي، ص 516 و 517، و البحار، ج 21، ص 153 و ج 38، ص 305، و مستدرك سفينة البحار، ج 5، ص 315، و مدينة المعاجز، ج 2، ص 308