3. وفوق ذلك، فإنّ مصيبتهم العظمى إنّما تكون حين يأذن النّبيّ (ص) لعلي (ع) فيهم، فإنّه لا شىء يقف في وجهه (ع) و لا تجدى الحصون و لا غيرها في دفعه عنهم. و قد رأى النّاس ما جرى على يديه لحصون خيبر و كيف قَتَل فرسانها، و اقتلع أبوابها.
فكّ الحصار لتسهيل الاستسلام
و عن الإمام الصّادق (ع): أنّه (ص) لما فرغ من هوازن، سار حتّى نزل الطّائف، فحصر أهل وجّ[1] أيّاماً، فسأله القوم أن يبرح عنهم[2] ليقدم عليه و فدهم، فيشترط له، و يشترطون لأنفسهم. فسار حتّى نزل مكّة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، و لم يبخع[3] القوم له بالصّلاة و لا الزّكاة.
فقال (ص): إنّه لا خير في دين لا ركوع فيه و لا سجود. أما والّذي نفسي بيده ليقيمنّ الصلاة و ليؤتنّ الزّكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلًا هو منّي كنفسي، فليضربنّ أعناق مقاتليهم و لَيُسْبِيَنّ ذراريهم و هو هذا و أخذ بيد علي (ع)، فأشالها.[4]
فلمّا صار القوم إلى قومهم بالطّائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله (ص)، فأقرّوا له بالصّلاة و أقرّوا بما شرط عليهم. فقال (ص): ما استعصى عَلَى أهلُ مملكة، و لا أمّة إلّا رميتهم بسهم الله عزّوجلّ. قالوا: يا رسول الله، و ما سهم الله؟ قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سريّة إلّا رأيت جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، و مَلَكاً أمامه، و سحابةً تظلّه، حتّى يعطى الله عزّوجلّ حبيبي النّصرَ و
[1] 1. وجّ: موضع بناحية الطّائف. أو اسم جامع حصونها أو اسم واحد منها